الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5619 ( 40 ) أسود بن عامر قال : حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بشر بن شغاف قال : سألني عبد الله بن سلام عن الخوارج فقلت لهم : أطول الناس صلاة وأكثرهم صوما غير أنهم إذا خلفوا الجسر أهرقوا الدماء وأخذوا الأموال ، قال : لا تسأل عنهم إلاذا أما أني قد قلت لهم : لا تقتلوا عثمان ، دعوه ، فوالله لئن تركتموه إحدى عشرة ليموتن على فراشه موتا فلم يفعلوا وإنه لم يقتل نبي إلا قتل به سبعون ألفا من الناس ولم يقتل خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا .

                                                                                ( 41 ) علي بن حفص قال حدثنا محمد بن طلحة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبي قلابة قال : جاء الحسن بن علي إلى عثمان فقال : اخترط سيفي ، قال : لا أبرأ الله إذا من دمك ، ولكن ثم سيفك وارجع إلى أبيك .

                                                                                ( 42 ) عبد الله بن نمير عن الأعمش قال : دخلنا على ابن أبي هذيل فقال : قتلوا عثمان ثم أتوني ، فقلنا له : أتريبك نفسك .

                                                                                ( 43 ) غندر وأبو أسامة قالا أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال " سمعته يقول : هاتان رجلاي ، فإن كان في كتاب الله أن تجعلوهما في القيود فاجعلوهما في القيود .

                                                                                ( 44 ) أبو أسامة عن هشام عن محمد قال : قال حذيفة حين قتل عثمان : اللهم إن كانت العرب أصابت بقتلها عثمان خيرا أو رشدا أو رضوانا فإني بريء منه ، وليس لي فيه نصيب ، وإن كانت العرب أخطأت بقتلها عثمان فقد علمت براءتي ، قال ، اعتبروا قولي ما أقول لكم ، والله إن كانت العرب أصابت بقتلها عثمان لتحتلبن به لبنا ، ولئن كانت العرب أخطأت بقتلها عثمان لتحتلبن به دما .

                                                                                ( 45 ) ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال قال : قال أبو ذر لعثمان " لو أمرتني أن أتعلق بعروة قتب لتعلقت بها أبدا حتى أموت [ ص: 692 ]

                                                                                ( 46 ) عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية قال : قال علي : لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت له وأطعت .

                                                                                ( 47 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال : لو أمرني عثمان أن أمشي على رأسي لمشيت .

                                                                                ( 48 ) وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن عبيد بن عمرو الخارقي قال : كنت أحد النفر الذين قدموا فنزلوا بذي المروة ، فأرسلونا إلى نفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه نسألهم : أنقدم أو نرجع ، وقيل لنا : اجعلوا عليا آخر من تسألون ، قال : فسألناهم فكلهم أمر بالقدوم فأتينا عليا فسألناه فقال : سألتم أحدا قبلي ؟ قلنا : نعم ؛ قال : فما أمروكم به ؟ قلنا : أمرونا بالقدوم ، قال : لكني لا آمركم ، بيض فليفرخ .

                                                                                ( 49 ) يزيد بن هارون عن العوام قال : حدثني رجل من أصحاب الأخرس عن شيخين من بني ثعلبة رجل وامرأته قالا : قدمنا الربذة فمررنا برجل أبيض الرأس واللحية أشعث ، فقيل هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فعل بك هذا الرجل وفعل ، فهل أنت ناصب لنا راية فنأتيك برجال ما شئت ، فقال : يا أهل الإسلام ، لا تعرضوا علي أذاكم ، لا تذلوا السلطان ، فإنه من أذل السلطان أذله الله ، والله أن لو صلبني عثمان على أطول حبل أو أطول خشبة لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي ، ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق ، أو بين المشرق إلى المغرب ، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي .

                                                                                ( 50 ) غندر عن شعبة عن عاصم قال سمعت أبا وائل يقول : لما قتل عثمان قال أبو موسى : إن هذه الفتنة فتنة باقرة كداء البطن ، لا ندري أنى تؤتى ، تأتيكم من مأمنكم وتدع الحليم كأنه ابن أمس ، قطعوا أرحامكم وانتصلوا رماحكم .

                                                                                ( 51 ) وكيع عن فطر عن زيد بن علي قال : كان زيد بن ثابت ممن بكى على عثمان يوم الدار .

                                                                                ( 52 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو عبيدة الناجي عن الحسن قال : أتت الأنصار [ ص: 693 ] عثمان فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ننصر الله مرتين ، نصرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وننصرك ، قال : لا حاجة في ذاك ، ارجعوا وقال الحسن : والله لو أرادوا أن يمنعوه بأرديتهم لمنعوه .

                                                                                ( 53 ) أبو أسامة عن الأعمش عن أبي صالح قال : قال عبد الله بن سلام لما حصر عثمان في الدار : لا تقتلوه فإنه لم يبق من أجله إلا قليل والله لئن قتلتموه لا تصلوا جميعا أبدا .

                                                                                ( 54 ) زيد بن الحباب قال حدثني محمد بن سوقة قال حدثني منذر الثوري قال : كنا عند محمد بن الحنفية ، قال : فنال بعض القوم من عثمان فقال : مه ، فقلنا له : كان أبوك يسب عثمان ، قال : ما سبه ، ولو سبه يوما لسبه يوم جئته وجاءه السعاة فقال : خير كتاب الله في السعاة فاذهب به إلى عثمان ، فأخذته فذهبت به إليه ، فقال : لا حاجة لنا فيه ، فجئت إليه فأخبرته فقال : ضعه موضعه ، فلو سبه يوما لسبه ذلك اليوم .

                                                                                ( 55 ) زيد بن الحباب قال حدثني العلاء بن المنهال قال حدثني فلان قال : سمعت الزهري بالرصافة يقول : اللهم لقد نصح علي وصحح في عثمان ، لولا أنهم أصابوا الكتاب لرجعوا .

                                                                                ( 56 ) يحيى بن آدم قال حدثني أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال : قلت للأشتر : لقد كنت كارها ليوم الدار فكيف رجعت عن رأيك ؟ فقال : أجل ، والله إن كنت لكارها ليوم الدار ولكن جئت بأم حبيبة بنت أبي سفيان لأدخلها الدار ، وأردت أن أخرج عثمان في هودج ، فأبوا أن يدعوني وقالوا : ما لنا ولك يا أشتر ، ولكني رأيت طلحة والزبير والقوم بايعوا عليا طائعين غير مكرهين ؛ ثم نكثوا عليه ، قلت : فابن الزبير القائل : اقتلوني ومالكا ، قال : لا والله ، ولا رفعت السيف عن ابن الزبير وأنا أرى أن فيه شيئا من الروح لأني كنت عليه بحنق ؛ لأنه استخف أم المؤمنين حتى أخرجها ، فلما لقيته ما رضيت له بقوة ساعدي حتى قمت في الركابين قائما فضربته على رأسه ، فرأيت أني قد قتلته ، ولكن القائل " اقتلوني ومالكا " عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، لما لقيته اعتنقته فوقعت أنا وهو عن فرسينا ، فجعل ينادي : اقتلوني ومالكا ، والناس يمرون لا يدرون من يعني ، ولم يقل : الأشتر ، وإلا لقتلت [ ص: 694 ]

                                                                                ( 57 ) أبو أسامة عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال : أخذ علي بيد الأشتر ثم انطلق به حتى أتى طلحة فقال إن هؤلاء يعني أهل مصر يسمعون منك ويطيعونك ، فانههم عن قتل عثمان ، فقال : ما أستطيع دفع دم أراد الله إهراقه ؛ فأخذ علي بيد الأشتر ، ثم انصرف وهو يقول : بئس ما ظن ابن الحضرمية أن يقتل ابن عمي ويغلبني على ملكي بئس ما أرى .

                                                                                ( 58 ) أسود بن عامر قال : حدثنا جرير بن حازم عن ابن سيرين قال : ما علمت أن عليا اتهم في قتل عثمان حتى بويع اتهمه الناس .

                                                                                ( 59 ) أبو المورع قال أخبرنا العلاء بن عبد الكريم عن عميرة بن سعد قال : لما قدم طلحة والزبير ومن معهم ، قال " قام رجل في مجمع من الناس ، فقال : أنا فلان بن فلان ، أحد بني جشم ، فقال : إن هؤلاء الذين قدموا عليكم ، إن كان إنما بهم الخوف فجاءوا من حيث يأمن الطير ، وإن كان إنما بهم قتل عثمان فهم قتلوه ، وإن الرأي فيهم أن تنخسف بهم دوابهم حتى يخرجوا .

                                                                                ( 60 ) عفان قال حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول حدثنا أبو عثمان أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق .

                                                                                ( 61 ) الفضل بن دكين قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سيرين قال : لما قتل عثمان قال عدي بن حاتم : لا تنتطح فيها عنزان ، فلما كان يوم صفين فقئت عينه فقيل : لا تنتطح في قتل عثمان عنزان ، قال بلى ، وتفقأ فيه عيون كثيرة .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية