الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1224 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ، وذلك لأنه أول من سن القتل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أخرجه البخاري عن ابن مسعود موصولا في خلق آدم ، حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش قال : حدثني عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الحديث . وأخرجه [ ص: 72 ] أيضا في الديات في باب قول الله تعالى : ومن أحياها عن قبيصة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق إلى آخره . وفي الاعتصام أيضا عن الحميدي ، عن سفيان بن عيينة . وأخرجه مسلم في الحدود عن جماعة ، والترمذي في العلم عن محمود بن غيلان ، والنسائي في التفسير عن علي بن خشرم ، وفي المحاربة عن عمرو بن علي ، وابن ماجه في الديات عن هشام بن عمار . ثم وجه الاستدلال بهذا الحديث أن القاتل المذكور يشارك من فعل مثله ; لأنه هو الذي فتح هذا الباب وسوى هذا الطريق ، فكذلك من كان طريقته النوح على الميت يكون قد فتح لأهله هذا الطريق فيؤخذ على فعله . ومدار مراد البخاري في هذه الترجمة على أن الشخص لا يعذب بفعل غيره إلا إذا كان له فيه تسبب ، فمن قال بجواز تعذيب شخص بفعل غيره فمراده هذا ، ومن نفاه فمراده ما إذا لم يكن فيه تسبب أصلا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا تقتل نفس " على صيغة المجهول . قوله : " ظلما " نصب على التمييز أي : من حيث الظلم . قوله : " ابن آدم الأول " المراد به قابيل الذي قتل أخاه شقيقه هابيل ظلما وحسدا . قوله : " كفل " بكسر الكاف وهو النصيب والحظ ، وقال الخليل : الضعف وهذا الحديث من قواعد الإسلام موافق لحديث " من سن سنة حسنة " الحديث وغيره في الخير والشر . قوله : " وذلك " أي كون الكفل على ابن آدم الأول . قوله : " بأنه " أي بسبب أن ابن آدم الأول هو الذي سن سنة قتل النفس ظلما وحسدا .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية