الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والأدوية لم تفدني، ما الحل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ فترة طويلة وأنا أعاني من اكتئاب، وكنت متابعا مع طبيب، وأعطاني كثيرا من الأدوية بداية من الأدوية القديمة، ولم أتحسن، وأعطاني معظم الأدوية الحديثة، ومنها (لسترال) و(سيبرالكس) و(ولبيوترين) و(ريمرون) ولكن لم أستفد.

عندما أعطاني (ستابلون) و(ديبرام) أتحسن ولكن ليس بالقدر الكافي، وأعاني من العصبية وردود فعل عصبية، بالذات أثناء العمل وضغوط الشغل، وأنا الآن أخذت جرعات صغيرة من دواء (ستابلون) و(ديبرام) وإذا زدت الجرعة؛ أتعب ولا أتحمل، وأصبحت الدنيا بلا طعم، ولا أستمتع بالحياة إطلاقا، أفدني لو سمحت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عادة في الطب النفسي نميل إلى تشخيص (نوبة اكتئاب) أي أن أعراض الاكتئاب عنده بادية، وله أعراض مُحددة كالشعور بالضيق والاكتئاب، وعدم الراحة النفسية، واضطرابات النوم، والإحساس بالدونية، والإحساس بالذنب، وضعف الشهية، ونقصان الوزن، وأفكار انتحارية.

هذه النوبة الاكتئابية عادةً قد تكون بسيطة ومتوسطة أو شديدة، ومُدتها عادة ستة أشهر، إذا لم يتم العلاج خلال الستة أشهر يمكن أن تختفي تلقائيًا من دون علاج، أو تقل معظم الأعراض وتبقى أعراض مُحددة.

هذا النوع من الاكتئاب عادةً يكون في طبع وراثي، ويأتي بلا أسباب مُحددة. أما عندما يكون الشخص يلازمه الاكتئاب لفترة طويلة أكثر من ستة أشهر –أو عامين– وهو إحساس بالاكتئاب فقط، أو عدم الشعور بالراحة مع الاستمرار في عمله والاستمرار في أداء وظائفه، فهنا نفضل مصطلح (اعتلال المزاج) وليست الـ (نوبة الاكتئاب)، والفرق هو أن اعتلال المزاج عادةً يكون له مُسبب، إمَّا مشاكل في شخصية الإنسان، هناك مشاكل في الشخصية في التعامل مع الآخرين، ولذلك الإنسان يشعر بالاكتئاب، أو ضغوطٍ حياتية لا يستطيع الإنسان التغلب عليها أو التأقلم معها، ولذلك يكون عنده إحساس مستمر بالاكتئاب، كما هو واضح في حالتك.

ذكرتَ أن هناك ضغوطا مستمرة في العمل، وهي التي تُسبب هذا الاكتئاب المستمر، ولا تُجدي معه معظم الأدوية التي استعملتها، فإمَّا أن تزيد الجرعة وتحدث آثار جانبية، أو تُقلل الجرعة ولا تكون لها جدوى أو نفع، والعلاجات في هذه الحالة ما هي إلا علاجات مؤقتة (وقتية) ليست علاجات لإزالة المرض أو مضادة للمرض، وإنما علاجات في وقتها فقط، وعليه فإنني أنصح في حالتك:
1) محاولة التغلب على مشاكل العمل.
2) حسِّن علاقتك مع زملائك في العمل.
3) نظِّم حياتك خارج العمل.
4) قم بالترفيه خارج العمل، ولا تنقل العمل إلى المنزل وتأتي إلى العمل وأنت متضايق.
5) قم بممارسة رياضة خاصة رياضة المشي.
6) أخذ إجازات بانتظام، ولو كانت صغيرة.

كل هذه الأشياء تُساعد في الاسترخاء وتقليل الضغوط.

أما بخصوص الدواء فإني أنصح بالجرعة التي ذكرتها من الـ (ستابلون) (ديبرام) كما ذكرتَ، دون أن تُحدث لك تهدئة شديدة أثناء العمل، واتباع النصائح والإرشادات التي ذكرتها لك، وإن شاء الله يصلح حالك، ويقِلُّ الاكتئاب، وتعيش حياة هانئة وسعيدة.

وفقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً