الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب النفسي وعلاقته بكثرة النوم وضعف الذاكرة والتركيز

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أبلغ من العمر 17 عاماً، ولكنني أعاني من مشكلة في التذكر، وعدم استطاعتي النهوض باكراً، فمثلا يطلب مني والدي أن أحضر له 4 أشياء، فأحضر له 2 أو 3 وأنسى الرابع!

أو يقول لي إذا خرجتم، فلا تنس تعبئة بنزين للسيارة، وبعد نصف ساعة أرى نفسي قد نسيت، وفي بعض الأحيان أعلم أن هناك شيئاً يجب أن أفعله، ولكن لا أدري ما هو!

أما في النوم، فإنني في حال أكرمني الله واستيقظت، أحس بألم في رأسي، فأقول أنام 5 دقائق، ولكنني أنام بالساعات، فهل هناك دواء أو طعام يجعلني أتذكر جيداً؟ مع العلم بأنني إلى الآن أشعر بألم في رأسي.
فأنجدوني رحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنالك أسباب كثيرة لعدم التذكر أو النسيان أو ضعف التركيز، فهنالك أسباب عضوية طبية، وهنالك أسباب نفسية كذلك، وفي مثل حالتك أرى أن القلق النفسي ربما يكون هو السبب الأساسي لمثل هذا النسيان أو ضعف التركيز، حيث إنك في مرحلة التكوين النفسي والعاطفي والبيولوجي والوجداني.

الشيء الوحيد الذي ربما يحتاج أن نهتم به بعض الشيء، هو أنك تصاب أحياناً بألم في الرأس ومقترن بزيادة في النوم، أنا لا أرى -إن شاء الله- أن هنالك أي مكروه أو شيء عضوي، ولكن يستحسن أن تقوم بإجراء صورة للرأس، صورة مقطعية أو صورة بما يعرف بالرنين المغناطيسي؛ لأن هذه سوف تجعلنا نكون أكثر اطمئناناً أنه لا يوجد أي شيء عضوي، وإن كنت أعتقد أنه لا يوجد سبب عضوي ولكن هذا من المتطلبات الطبية التي لا بد أن نقوم بها.

كما أنه لا بد لك أن تتأكد من فحص النظر والأسنان؛ لأن هذه أيضاً من أسباب الصداع في بعض الوقت، ولكن بصفة عامة فكثرة النوم في هذا السن مع التشتت الموجود في التركيز، هي في أغلب الظن ناتجة عن نوع من القلق، ويرى بعض العلماء أيضاً أنها ربما تكون بدايةً لاكتئاب نفسي.

الشيء الذي أرجوه منك هو أن تضع ضوابط لنفسك في تنظيم الوقت، هذا أمر مهم جدّاً، يجب أن يكون هنالك نوع من الجدولة التي تلتزم بها، وإذا صعب عليك الأمر يمكنك أن تكتب جدولاً يومياً لمدة أسبوعين، وبتطبيقه سوف تجد بعد ذلك أنك -إن شاء الله- بدأت تتبع منهجاً أكثر تنظيماً، وذلك بالطبع سوف يساعدك.

ثانياً: عليك بالقراءة خاصة المواضيع القصيرة؛ لأن الموضوع القصير حين يقرؤه الإنسان أكثر من مرة يحسن من تركيزه.

ثالثاً: عليك بقراءة القرآن ومحاولة حفظه، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يحسن الذاكرة بنسبة كبيرة.

رابعاً: عليك -أيها الابن الفاضل- أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي والجري؛ لأنها تزيد من طاقات الإنسان النفسية والجسدية، وفوق ذلك هي تؤدي إلى إفرازات هرمونية معينة، تساعد في تقوية الذاكرة بإذن الله تعالى.

خامساً: أرى أنه من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية الممتازة جدّاً لعلاج القلق والتوتر وحتى الاكتئاب، وهي -إن شاء الله- تعطي نوعاً من الدافعية وتحسن التركيز لديك وتزيد من الطاقة الجسدية، هذا الدواء يعرف باسم (بروزاك)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، يمكن أن تأخذها ليلاً أو نهاراً، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنها.

أرجو اتباع الإرشادات السابقة، وتناول هذا الدواء، وسوف تجد -إن شاء الله- أن أمورك أصبحت ممتازة، ويا حبذا أيضاً لو تيسرت لك الظروف وقمت بإجراء الفحص الطبي السابق الذي ذكرته لك في بداية هذه الرسالة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً