الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام ما يخرج من قبل الرجل من السوائل

السؤال

فضيلة الشيخ: بعد عناء كثير من الوسواس الذي كان يوهمني أن ما يخرج مني مذي أو بول - أكرمكم الله - عرفت أن المذي أبيض اللون وليس شفافا، والودي كذلك أبيض، والبول أصفر تقريباً، أما الذي يخرج مني فشفاف، فهل هو ماء؟ أم ماذا؟ وما هو السائل الشفاف الذي يخرج من الإنسان؟ حيث إنه دائماً يخرج مني بكمية قليلة جداً أي من الصعب الشعور بأنه خرج ولا أعتقد أنه بمذي، لأن المذي أبيض، ولا ببول، لأن البول أصفر وذو رائحة، ودائماً يخرج مني وأعاني منه كثيراً، حيث أغسل الذكر والخصيتين وأمسح الملابس بالماء وهكذا الحال قبل كل صلاة، وقد يخرج بين الصلاة والوضوء ولا يخرج بشهوة أو ما شابهه وبغير سبب وأنا أنتظر لأن أتأكد منه كل 5 دقائق، حيث إنه إن لامس الملابس لا أعلم بخروجه، لأنه قليل جداً وأعرف بوجوده على مخرج الذكر بكمية قليلة جداً ومن المستحيل الشعور بوجوده، ومع العلم أنني لست مريضاً وهذا سائل طبيعي، لكن لا أعرف اسمه أو حكمه، فما هذا السائل الشفاف الذي يخرج بقلة دون سبب ودون الشعور به؟ وهل هو نجس؟ وهل يجب غسل الذكر منه؟ والمكان المصاب من الملابس ـ إن إستطعت تحديدهاـ وهل يبطل الوضوء؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأيا ما كان هذا، فاعلم أن ما يخرج من قبل الرجل من السوائل ليس فيه ما هو طاهر غير المني، وهذا السائل ـ الذي ذكرت من صفاته ما ذكرت ـ لا يبدو أنه مني، وبالتالي السائل الذي يخرج منك نجس ناقض للوضوء لكونه خارجاً من السبيل، فيجب عليك تطهيره من بدنك وثوبك والوضوء منه، فإذا كان خروجه مستمراً بحيث لا تجد في أثناء وقت الصلاة زمناً يتسع لفعل الطهارة والصلاة فحكمك حكم المصاب بالسلس تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها بعد أن تتحفظ بشد خرقة أو منديل على العضو منعاً لانتشار النجاسة، وتصلي بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.

ثم الظاهر أن هذا السائل الذي يخرج منك هو المذي، فإنه سائل أبيض رقيق لزج كما بين ذلك العلماء، وأما الودي فثخين كالمني ويخرج عقب البول غالباً، وقد بينا صفة الودي في الفتوى رقم: 123793، فهذا السائل الذي ذكرت أشبه ما يكون بالمذي فإن بياضه ليس بخالص وقد عرفه صاحب بدائع الصنائع: بأنه سائل رقيق يضرب إلى البياض.

وعلى كل تقدير، فإذا كان هذا السائل يخرج منك باستمرار فحكمك حكم المصاب بالسلس كما ذكرنا، وإلا فالواجب عليك تطهيره من بدنك وثوبك والوضوء منه، لكونه نجساً ناقضاً للوضوء كما بينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني