الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من تمام توبة الزاني أن يتزوج بمن زنى بها

السؤال

ما حكم شاب هتك عرض فتاة برضاها وتقدم للزواج منها وتم رفضه نهائيا من أهلها، والشاب نادم على فعلته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان ما ألمّ به هذا الشاب دون الزنا، فالواجب عليه التوبة إلى الله تعالى وقطع كل علاقة بتلك الفتاة ولا ننصحه بأن يحرص على الزواج منها إلا أن تتوب وتظهر عليها علامات الاستقامة والصلاح، وأما إذا كان قد ألم بالفاحشة الكبرى، وزنى بتلك الفتاة والعياذ بالله فقد ارتكب إثماً عظيماً، وأتى منكراً جسيماً، وإذا كانت الفتاة راضية بذلك فهي شريكته في الإثم، فإن الزنى من أفحش الذنوب وأكبر الكبائر، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً. {الإسراء:32}، والآيات والأحاديث في ذم الزنى والتحذير منه وبيان عقوبته الشنيعة كثيرة مشهورة.

ومن ثم فالواجب عليهما في هذه الحال المبادرة بتوبة نصوح إلى الله تعالى، وذلك بالإقلاع عن الفاحشة وقطع كل علاقة بينهما والندم على ما اقترفاه من الإثم والعزم على عدم العودة إليه مستقبلاً، وإذا صدقا في التوبة فإن الله تعالى سيغفر لهما، فإنه تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {53}، وليس من شرط صحة توبة هذا الشاب أن يتزوج هذه الفتاة التي أخطأ معها، بل إنه لا يجوز له الزواج منها إلا إذا تابت. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 114914.

أما إذا كانت الفتاة قد تابت فلا مانع من أن يتقدم إليها ليتزوجها فإن أبى أهلها تزويجها له فليبحث عن غيرها من ذوات الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني