الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم إجابة الزوج إلى الفراش وإن امتنع عن الإنفاق

السؤال

أنا امرأة متزوجة لا أريد البقاء مع زوجي فنفسي عافته ولا أريد أن أخالعه رحمة به ولا يوجد له مكان يذهب إليه ومقصر معي لا يؤدي لي حقوقي ولا يصرف علي ولا أي حق لي سوى الجماع وأنا لا أريد منه غير أن يكون أبا لأبنائه ويبتعد عني فماذا أفعل؟ لا يريد أن يطلقني وأنا خائفة من رب العالمين أن يعاقبني وأنا من داخلي لا أريده ولا أريد رؤيته وربي عالم من جوف قلبي أنني لا أريده، لكنه لم يفهم يأتي يريد الجماع ويذهب ولا يسأل عن أبنائه، فيمكنني أن أطلب الخلع، لكن رأفة به وبعياله أذنت له أن يأتي إلى البيت لرؤيتهم ويذهب لكن لا يقربني، فهل يجوز هذا؟ فأنا لا أريد أن يقترب مني، ومن جوف قلبي أقول لكم لا أريده، أفتوني، هل يجوز له أن يأتي ليرى أبناءه ويذهب دون خلع مني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان زوجك لا ينفق عليك، فمن حقك رفع أمره للقضاء ليلزمه بالنفقة بالمعروف وإلا فالفراق، وانظري الفتوى رقم: 126155.

لكن إن رضيت بالبقاء معه رغم تركه الإنفاق فلا يلزمك طاعته في أمر المعاشرة، قال ابن قدامة الحنبلي: إذا رضيت بالمقام مع ذلك ـ عدم الإنفاق ـ لم يلزمها التمكين من الاستمتاع.

وقال الشيرازي الشافعي: وإن اختارت المقام بعد الإعسار لم يلزمها التمكين من الإستمتاع.

ولكن الأولى والأحوط أن لا تمتنع الزوجة من إجابة زوجها ولو في مثل هذه الحالة، لعموم الأدلة القاضية بوجوب طاعة الزوج في الاستمتاع والترهيب من الامتناع منه من غير عذر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني