الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المحرمات في الدنيا هل تصبح مباحة في الجنة، وهل يمكن رفض الزواج فيها؟

السؤال

الجنة هي دار النعيم والسعادة، وفيها كل ما تشتهيه الأنفس وأكثر، فهل هذا يعني أن اللواط والخمر في دار الآخرة حلال في الجنة وحرام في الدنيا؟ وهل كل شيء حرمه الله في الدنيا يصبح حلالا في الآخرة؟ سمعت أن أهل الجنة لهم أزواج؟ فهل يمكن أن يرفض الإنسان الزواج في الآخرة إذا أراد ولا يغضب الله؟ أرجو من سيادتكم الرد علي في أسرع وقت ممكن، وآسف جدا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى يُنَقَوْا ويُهذَّبوا فيطهرون بالكلية، فتطيب قلوبهم وتسلم صدورهم وتحسن أخلاقهم، ولذلك فإنهم لا يشتهون الخبائث ـ كاللواط والخيانة والكذب ـ وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى، منها الفتوى رقم: 97979، والفتوى رقم: 125317.

وأما ما يباح لهم في الجنة مما كان محرما عليهم في الدنيا؛ كالخمر: فإنه يكون هناك طيبا لا خبْث فيه، فخمر الجنة منزهة عن قاذورات خمر الدنيا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1810.

ومن جملة استواء أخلاق أهل الجنة وسلامة طبائعهم وكمال خلقتهم: أنهم لا يرغبون عن الزواج، بل يشتهونه وينالونه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب. رواه مسلم.

قال النووي: العزب من لا زوجة له، والعزوب: البعد، وسمي عزبا لبعده عن النساء. اهـ.

ولا يصح أن يحجر العبد على نفسه ويتكلف ما لا علم له به، فإن ما يتمناه المرء الآن لن يكون غاية أمنيته في الجنة إن دخلها، وما تقر به عينه وتشتهيه نفسه الآن قد يكون غير ما تقر به عينه وتشتهيه نفسه هنالك، فهذه الدار تختلف عن تلك الدار جملة وتفصيلاً، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 122473.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني