الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل صرف الزوج عن العادة السرية ورؤية المواقع الإباحية

السؤال

متزوجة منذ سبع سنوات ولي ولد وبنت، اكتشفت قبل سنتين تقريبا بأن زوجي يكذب بكل شيء سواء كان مهما أو غير مهم، وكان منذ بداية زواجي يصلي ثم بدأ يقطع بالصلاة إلى أن تركها، واكتشفت منذ أسبوع أنه يتفرج على مواقع إباحية ويمارس العادة السرية مع أنني غير مقصرة معه على الإطلاق، وهو دائما يصارحني بحبه لي وأنني ملبية له جميع احتياجاته، ولكنني دائما لا أثق به لكذبه المتواصل وأشعر بعدم أنوثتي معه، وعندما أقترب منه يشتكي من آلام في ظهره واكتشف أنه بعد ذلك يمارس العادة السرية.
ماذا أفعل؟ هل أصارحه؟ مع أنني عندما أواجهه بالحقيقة يثور غضبا وتتعقد الأمور.
وأنا أصبحت محبطة جدا وينصب غضبي دائما على أولادي، ولا أستطيع تخيله وهو يمارس العادة وأنا بنفس البيت.
أرشدوني ماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نوصيك أولا بالدعاء لزوجك بالهداية والتوبة وسلوك سبيل الاستقامة، فلا يخفى أهمية الدعاء وأنه من أفضل السبل لتحقيق المطلوب، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وقد أوضحنا في الفتوى رقم: 124917، بعض آداب وشروط الدعاء وأسباب الإجابة فراجعيها، واحرصي على بذل النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة ونهيه عن كل منكر تبين لك أنه يفعله، وخاصة التفريط في الصلاة، فإنه بهذا على خطر عظيم، وراجعي الفتوى رقم: 1195، وراجعي في حكم العادة السرية وأضرارها الفتوى رقم: 7170، وفي حكم مشاهدة الأفلام الإباحية الفتوى رقم: 124523، وإحالاتها.

وقبيح منه ـ وهو متزوج ـ أن يشاهد الأفلام الإباحية أو يأتي العادة السرية، ففي هذا كفران لنعمة الزوجة، وكيف يعتاض عن الحلال بالحرام، وهو أيضا من الخذلان وعدم التوفيق يستوجب أن يراجع أمره ويرجع إلى ربه ويسأله العون والسداد، ومن حقك عليه كزوجة أن يعفك كما هو مبين في الفتوى رقم: 29158، ولا بأس بأن تصارحيه بهذا الأمر ولكن تحيني الوقت الأنسب والأسلوب الأفضل، واجعلي من أمر حبه لك وما يظهره منه مدخلا للكلام معه عسى أن يكون ذلك أبلغ في التأثير عليه، وتتجنبي ثورته وغضبه.

ولا ريب في أن تصرفه هذا له أثر سيء على نفسية الزوجة، ولكن اجتهدي في أن لا ينعكس ذلك على العلاقة مع أولادك، فهم في حاجة إلى حسن التربية، وأفضل ما يعين في ذلك الحب والمودة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني