الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4367 حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير خذ العفو وأمر بالعرف قال ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس وقال عبد الله بن براد حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس أو كما قال

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني يحيى ) نسبه ابن السكن فقال يحيى بن موسى ، ونسبه المستملي فقال يحيى بن جعفر ، ولا يخرج عن واحد منهما والأشبه ما قال المستملي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن هشام ) هو ابن عروة ، وابن الزبير هو عبد الله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ما أنزل الله ) أي هذه الآية ( إلا في أخلاق الناس ) كذا أخرجه ابن جرير عن ابن وكيع عن أبيه بلفظ " ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس " وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع ، وأخرج ابن جرير أيضا من طريق وهب بن كيسان عن عبد الله بن الزبير نحوه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال عبد الله بن براد ) بموحدة وتثقيل الراء ، وبراد اسم جده ، وهو عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، ما له في البخاري سوى هذا الموضع .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 156 ] قوله : ( أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس ، أو كما قال ) وقد اختلف عن هشام في هذا الحديث ، فوصله من ذكرنا عنه ، وتابعهم عبدة بن سليمان عن هشام عند ابن جرير والطفاوي عن هشام عند الإسماعيلي ، وخالفهم معمر وابن أبي الزناد وحماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه من قوله موقوفا ، وقال أبو معاوية عن هشام عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير أخرجه سعيد بن منصور عنه ، وقال عبيد الله بن عمر عن هشام عن أبيه عن ابن عمر أخرجه البزار والطبراني وهي شاذة ، وكذا رواية حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة عند ابن مردويه . وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضا مع احتمال أن يكون لهشام فيه شيخان ، وأما رواية معمر ومن تابعه فمرجوحة بأن زيادة من خالفهما مقبولة لكونهم حفاظا ، وإلى ما ذهب إليه ابن الزبير من تفسير الآية ذهب مجاهد ، وخالف في ذلك ابن عباس فروى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال " خذ العفو " يعني خذ ما عفا لك من أموالهم أي ما فضل ، وكان ذلك قبل فرض الزكاة ، وبذلك قال السدي وزاد : نسختها آية الزكاة ، وبنحوه قال الضحاك وعطاء وأبو عبيدة ، ورجح ابن جرير الأول ، واحتج له . وروي عن جعفر الصادق وقال : ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها ، ووجهوه بأن الأخلاق ثلاثة بحسب القوة الإنسانية : عقلية وشهوية وغضبية ، فالعقلية الحكمة ومنها الأمر بالمعروف ، والشهوية العفة ومنها أخذ العفو ، والغضبية الشجاعة ومنها الإعراض عن الجاهلين . وروى الطبري مرسلا وابن مردويه موصولا من حديث جابر وغيره " لما نزلت خذ العفو وأمر بالعرف سأل جبريل فقال لا أعلم حتى أسأله ثم رجع فقال : إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية