المعاملة بالحسنى تتأكد في حق الرحم والأقارب

25-2-2004 | إسلام ويب

السؤال:
أنا امرأة في حدود الستين من العمر ولي ثلاث أولاد وأكبرهم تزوج من امرأة منعته من أن يبرني أو يعطف علي ولو بكلمة وسكت على ذلك وأفهمته بالمعروف عما تريد هذه المرأة من تشتيت أسرته ولكن لم يرتدع نجلس بالأشهر لانراه دون سبب تطرد أخاه وأخته حتى أنا لذلك بعدت كثيرا لأتجنب ما أراه منها ومن ابني ولكن تتكلم كلاما، وأمها تشتمني دون سبب وتصرخ بأننا أهلكنا بنتها مع العلم بأنه لا أحد يستطيع الذهاب لعندها ولنا ما يقارب الثلاث سنين لم ندخل البيت والآن تؤلف علي وتبتليني بأشياء لم أعملها وتقول بأنني أضع رجلي في وجهها وأشياء كثيرة لا صحة لها وولدي يعرف أنها كاذبة ولكن يخاف منها جدا وأنا أكاد أجن لما يحصل لا أريد الخراب مع العلم أن لها أربعة أطفال وأنا أقاسي منها كثيرا حاولت أن أتكلم مع أهلها ولكن الأم صدقني مجنونة جدا وتتكلم عن لسان ابنتها أشياء لم تحصل وخاصة من ناحيتي وأما ابني فهو يعرف جيدا ما أعاني ولكن يتجاهل وأنا مريضة جدا وحالتي النفسية تسوء يوم بعد يوم مع العلم أن بيني وبين ابني جدار ولكن لا أستطيع الذهاب لعنده مع العلم بأن أهلها دوما عنده وأنا أطلب توجيه كلمة لكل ولد يجعل امرأته تتطاول على أمه دون ذنب صدقني إنني امرأة ملتزمة دينيا وأكف شري عن من يعاديني ولكن هذه المرأة لا تتركني أعيش فهل يصح الدعاء عليها بحسبي الله ونعم الوكيل في كل امرأة ولد على شاكلتها عذرا فأنا مظلومة جدا ولست ظالمة والحقيقة أنه ما يطمئنني أنني أنام وأنا مظلومة وهي تنام وهي ظالمة فالله يرى كل شيء وساعدوني على ما أشعر به من قهر دون سبب سيذكر أعيدي لي ابني وأدعو له بأن يفتح عليه بصيرته ليرى ما تعمله امرأته بي

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجب على المرء أن يعامل الناس بالحسنى، وأن يترك إيذاءهم ويتأكد ذلك في حق الرحم والأقارب، لاسيما أم الزوج التي كانت سبباً في وجوده، مع ما تحملته من الآلام في سبيل تربيته ورعايته بما صاحب ذلك من جهد مضن، وتعب لا يكافئه الدنيا بأسرها، فكان من حق الرجل على زوجته أن تفي له ولمن لهم فضل عليه، وأولى الناس بالوفاء بهذا هي أمه التي بينا شأنها، ولمزيد من التفاصيل راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 38045/7068/7268.

وإنه ليخشى على هذا الولد من دعاء أمه عليه وعلى زوجته، لأنها بالصورة المذكورة مظلومة، ودعوة المظلوم مجابة، وإن كنا ننصح الأم بترك هذا الدعاء، لما قد ينتج عن إجابته من أضرار على ولدها وزوجته في العاجل والآجل، وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 11808/31158/20322/21067/24397.

وإننا لنوصي هذا الإبن بأن يتقي الله تعالى في أمه ويرعى حقها، فإنه مقدم على حق كل أحد، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي سأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال ثم من؟ قال: ثم أبوك.

والله أعلم.

www.islamweb.net