الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسامحة أفضل من الدعاء على خائن الأمانة

السؤال

السلام عليكمأمَّنْت فتاة على إيصال أمانة منذ ست شهور ولم تؤدها -هل أنا مذنبة إذا دعوت عليها (أن يصيبها شر) لنقضها الأمانة وأكلها حقي وهي مازالت تتهرب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما أقدمت عليه هذه الفتاة من خيانة للأمانة وتضييع للحقوق أمر محرم لا يجوز شرعاً .. وقد أكد المولى سبحانه وتعالى على وجوب أداء الأمانة، فقال جل وعلا: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (النساء:58) . وقال تعالى: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72) .
وتضييع الأمانة من صفات المنافقين الذميمة، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا أوعد أخلف، وإذا أوتمن خان.
ومن حقك أن تطالبي بحقك، أو تسامحي وهو الأفضل، وإذا لم تؤد إليك حقك فيجوز لك أن تذكريها بسوء أو تدعي عليها، لقوله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148) .
ولكن الأفضل هو العفو والمسامحة كما مر.. ولتفصيل ذلك نرجو الاطلاع على الفتوى رقم :
5338
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني