الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع طفلة صغيرة رأت والديها عاريين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا رأت طفلة عمرها خمس سنوات والديها في فراش واحد عن طريق الصدفة وهما عاريان، كيف يمكن التعامل معها في تلك اللحظة ومستقبلاً؟.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه إشكالية حقيقية ومشكلة واقعية تحدث أحيانًا نتيجة لجهل الوالدين أو الاستهانة منهم بأن الطفل لا يدرك أو أن الطفل نائم، وفي بعض البلدان أزمة السكن جعلت أوضاع الكثير من الأسر لا تستطيع أن توفر خصوصية للأزواج وكذلك للأطفال.

عمومًا سؤالك هذا سؤال جيد وسؤال واقع جدًّا، المعروف من الناحية المعرفية والاستدراكية أن الطفل تقريبًا قبل عمر الأربع سنوات لا نقول إنه غير مدرك، لكن استغرابه للأمور الغريبة عليه يكون استغرابًا لحظيًا، يعني لا تبدأ به الذاكرة بتمحص وتفحص الأمر، والطفل بطبعه يحاول أن يستكشف كل شيء، هذا أيضًا يبدأ من عمر ثلاث سنوات أو أقل من ذلك، مثلاً تجد الطفل حين يجلس ويشاهد برنامجًا تلفزيونيًا (مثلاً) برنامجا للأطفال أو ألعاب فيديو أو خلافه، تجده منغمسًا جدًا مع هذا الموضوع، ويحاول أن يكون أقرب إلى الشاشة جدًّا، لأنه يعتقد أنه سوف يتحصل على تفاصيل أكثر.

الطفل قبل عمر أربع سنوات نستطيع أن نقول إن مشاهدته لوالديه في الفراش قد تكون لحظية فقط، أثرها لحظي وبعد ذلك ليس لها تبعات أو إفرازات، أما من عمر خمس سنوات فهنا قد تكون هنالك إشكالية حقيقية، طبعًا العلاج الوقائي دائمًا أفضل، يجب أن يحرصا الوالدين ألا يقعا في هذا الخطأ، لكن كما ذكرت وتفضلت قد يحدث، في مثل هذه الحالة أعتقد أن الطفل يجاوب حسب ما يسأل، إذا أبدى الطفل نوعًا من الفضول حول هذا الأمر وأراد أن يعرف وأراد أن يستكشف يجب أن يُجاب، يُجاب بصورة غير مخيفة، بصورة مبسطة جدًّا أن الأب والأم أصلاً من المفترض أن يناما في سرير واحد وفي فراش واحد، ومن المفترض أن يكون الإنسان مغطى بثيابه، ولكن أحيانًا ينسى الإنسان ويحدث التعري.

ويمكن أن ترسم رسومات للطفل، أو نعطيه أمثلة من عالم الحيوانات، أن تجد الذكر والأنثى من الحيوانات ينامان مع بعضهما البعض، وبعد ذلك يُلفت نظر الطفل لأشياء أخرى ونخرجه من هذا النوع من التفكير، هذا معقول جدًّا، ومقبول جدًّا من الناحية التفسيرية العلمية التي لا تصدم الطفل، يعني وضح له الأمر وما حدث، لكن في نفس الوقت يفهم أن هذا أمر غير مرغوب، وإن شاء الله تعالى في المرة القادمة لن يحدث هذا التعري، هذا التعري ليس صحيحًا.

الإشكالية تأتي إذا رأى الطفل من عمر خمس سنوات فأكثر والديه في وضع المعاشرة الزوجية الكاملة، هذا قد يحدث أيضًا، هنا يُشرح للطفل أيضًا حسب عمره، ونحاول أن نستكشف درجة فضوله، لأن هذا مهم جدًّا، الأطفال يتفاوتون في درجة مقدرتهم الاستكشافية الفضولية، ويُجاب بنفس المستوى، أن الأب والأم يلتقيان أحيانًا في هذه المواضع، ونرجع لعالم الحيوانات ولعالم النباتات والأزهار، وكيف أن الذكر يُلقح الأنثى، وشيء من هذا القبيل.

تُشرح للطفل الأمور بصورة مبسطة، لكن يجب أن يكون الأساس في عمق الشرح ودرجة تمليك المعلومات قائمًا على مقدرات الطفل الاستكشافية، ومقدرته المعرفية، ليس كل الأطفال في عمر الخمس أو ست سنوات يستوعبون الأمور بصورة كاملة، والطفل دائمًا لديه الفضول كما ذكرت، يسأل ويسأل، فأنت تجيب حسب سؤال الطفل، وفي نهاية الأمر يُنهى هذا الموضوع بأنه من أجل ذلك -يا ابني الحبيب- يجب أن تكون في غرفتك، (وهكذا).

وفي ذات الوقت نصرف انتباه الطفل تمامًا بأن نتكلم معه في أمور أخرى، (وهكذا)، ويجب ألا يتكلم عن هذا الموضوع أمام الأطفال الآخرين، هذا أمر ممنوع تمامًا، (وهكذا) ولكن يجب ألا نُهدد الطفل، يجب ألا نخوف الطفل، يجب ألا ننكر الإنكار القاطع والكامل للطفل حول الحدث وطبيعته، يُشرح له لكن بصورة مبسطة مطمئنة، ونتعامل مع الحدث كحدث لحظي، هذا أيضًا يساعد الطفل تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً