كره : الأزهري : ذكره الله عز وجل الكره والكره في غير موضع من كتابه العزيز ، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها ، فروي عن أنه قال قرأ أحمد بن يحيى نافع وأهل المدينة في سورة البقرة : وهو كره لكم بالضم ، في هذا الحرف خاصة وسائر القرآن بالفتح ، وكان عاصم يضم هذا الحرف أيضا ، واللذين في الأحقاف : حملته أمه كرها ووضعته كرها ، ويقرأ سائرهن بالفتح ، وكان الأعمش وحمزة يضمون هذه الحروف الثلاثة ، والذي في النساء : لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ثم قرءوا كل شيء سواها بالفتح ، قال : وقال بعض أصحابنا نختار ما عليه والكسائي أهل الحجاز أن جميع ما في القرآن بالفتح ، إلا الذي في البقرة خاصة فإن القراء أجمعوا عليه . قال : بين ولا أعلم الأحرف التي ضمها هؤلاء وبين التي فتحوها فرقا في العربية ولا في سنة تتبع ، ولا أرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أنه اسم ، وبقية القرآن مصادر ، وقد أجمع كثير من أهل اللغة أن الكره والكره لغتان ، فبأي لغة وقع فجائز ، إلا أحمد بن يحيى الفراء فإنه زعم أن الكره ما أكرهت نفسك عليه ، والكره ما أكرهك غيرك عليه ; تقول : جئتك كرها وأدخلتني كرها ، وقال في قوله تعالى : الزجاج وهو كره لكم ; يقال : كرهت الشيء كرها وكرها وكراهة وكراهية ، قال : وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكره فالفتح فيه جائز إلا في هذا الحرف الذي في الآية ، فإن أبا عبيد ذكر أن القراء مجمعون على ضمه ، قال : ومعنى كراهيتهم القتال أنهم إنما كرهوه على جنس غلظه عليهم ومشقته ، لا أن المؤمنين يكرهون فرض الله ، لأن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح . وقال الليث في الكره والكره : إذا ضموا أو خفضوا قالوا كره ، وإذا فتحوا قالوا كرها ، تقول : فعلته على كره [ ص: 58 ] وهو كره ، وتقول : فعلته كرها ، قال : والكره المكروه ; قال الأزهري : والذي قاله أبو العباس فحسن جميل ، وما قاله والزجاج الليث فقد قاله بعضهم ، وليس عند النحويين بالبين الواضح . الفراء : الكره ، بالضم ، المشقة . يقال : قمت على كره أي على مشقة . قال : ويقال أقامني فلان على كره ، بالفتح ، إذا أكرهك عليه . قال : يدل على صحة قول ابن بري الفراء قوله سبحانه : وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ; ولم يقرأ أحد بضم الكاف . وقال سبحانه وتعالى : كتب عليكم القتال وهو كره لكم : ولم يقرأ أحد بفتح الكاف فيصير الكره ، بالفتح ، فعل المضطر ، والكره ، بالضم ، فعل المختار . : الكره الإباء والمشقة تكلفها فتحتملها ، والكره ، بالضم ، المشقة تحتملها من غير أن تكلفها . يقال : فعل ذلك كرها وعلى كره . وحكى ابن سيده يعقوب : أقامني على كره وكره ، وقد كرهه كرها وكرها وكراهة وكراهية ومكرها ومكرهة ; قال :
ليلة غمى طامس هلالها أوغلتها ومكره إيغالها
وأنشد ثعلب :
تصيد بالحلو الحلال ، ولا ترى على مكره يبدو بها فيعيب
يقول : لا تتكلم بما يكره فيعيبها . وفي الحديث : ، إسباغ الوضوء على المكاره ابن الأثير : جمع مكره وهو ما يكرهه الإنسان ويشق عليه . والكره ، بالضم والفتح : المشقة ، المعنى أن يتوضأ مع البرد الشديد والعلل التي يتأذى معها بمس الماء ، ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله أو ابتياعه بالثمن الغالي ، وما أشبه ذلك من الأسباب الشاقة . وفي حديث عبادة : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنشط والمكره ; يعني المحبوب والمكروه ، وهما مصدران . وفي حديث الأضحية : . قال هذا يوم اللحم فيه مكروه ، يعني أن طلبه في هذا اليوم شاق ابن الأثير : كذا قال أبو موسى ، وقيل : معناه أن هذا اليوم يكره فيه ذبح شاة للحم خاصة ، إنما تذبح للنسك وليس عندي إلا شاة لحم لا تجزي عن النسك ، هكذا جاء في مسلم اللحم فيه مكروه ، والذي جاء في البخاري ، وهو ظاهر . وفي الحديث : هذا يوم يشتهى فيه اللحم ; أراد بالمكروه هاهنا الشر لقوله : خلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، والنور خير ، وإنما سمي الشر مكروها ؛ لأنه ضد المحبوب . وخلق النور يوم الأربعاء : واستكرهه ككرهه . وفي المثل : أساء كاره ما عمل ، وذلك أن رجلا أكرهه آخر على عمل فأساء عمله ، يضرب هذا للرجل يطلب الحاجة فلا يبالغ فيها ; وقول ابن سيده الخثعمية :
رأيت لهم سيماء قوم كرهتهم وأهل الغضى قوم علي كرام
إنما أراد كرهتهم لها أو من أجلها . وشيء كره : مكروه ، قال :
وحملقت حولي حتى احولا مأقان كرهان لها واقبلا
وكذلك شيء كريه ومكروه . وأكرهه عليه فتكارهه . وتكره الأمر : كرهه . وأكرهته : حملته على أمر هو له كاره ، وجمع المكروه مكاره . وامرأة مستكرهة : غصبت نفسها فأكرهت على ذلك . وكره إليه الأمر تكريها : صيره كريها إليه ، نقيض حببه إليه ، وما كان كريها ولقد كره كراهة ; وعليه توجه ما أنشده ثعلب من قول الشاعر :
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا أملح ، لا لذا ولا محببا
أكره جلباب لمن تجلببا
إنما هو من كره لا من كرهت ؛ لأن الجلباب ليس بكاره ، فإذا امتنع أن يحمل على كره إذ الكره إنما هو للحيوان لم يحمل إلا على كره الذي هو للحيوان وغيره . وأمر كريه : مكروه . ووجه كره وكريه : قبيح ، وهو من ذلك ؛ لأنه يكره . وأتيتك كراهين أن تغضب أي كراهية أن تغضب . وجئتك على كراهين أي كره ; قال الحطيئة :
مصاحبة على الكراهين فارك
أي على الكراهة وهي لغة . اللحياني : أتيتك كراهين ذلك وكراهية ذلك بمعنى واحد . والكريهة : النازلة والشدة في الحرب ، وكذلك كرائه نوازل الدهر . وذو الكريهة : السيف الذي يمضي على الضرائب الشداد لا ينبو عن شيء منها . قال : من أسماء السيوف ذو الكريهة ، وهو الذي يمضي في الضرائب . الأصمعي الأزهري : ويقال للأرض الصلبة الغليظة مثل القف وما قاربه كرهة . ورجل ذو مكروهة أي شدة ; قال :
وفارس في غمار الموت منغمس إذا تألى على مكروهة صدقا
ورجل كره : متكره . وجمل كره : شديد الرأس ; وأنشد :
كره الحجاجين شديد الأرآد
والكرهاء : أعلى النقرة ، هذلية ، أراد نقرة القفا . والكرهاء : الوجه والرأس أجمع .