الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لأم

                                                          لأم : اللؤم : ضد العتق والكرم . واللئيم : الدنيء الأصل الشحيح النفس ، وقد لؤم الرجل ، بالضم ، يلؤم لؤما ، على فعل ، وملأمة على مفعلة ، ولآمة على فعالة ، فهو لئيم من قوم لئام ولؤماء وملأمان ، وقد جاء في الشعر ألائم على غير قياس ; قال :


                                                          إذا زال عنكم أسود العين كنتم كراما وأنتم ما أقام ألائم

                                                          وأسود العين : جبل معروف ، والأنثى ملأمانة . وقالوا في النداء : يا ملأمان ، خلاف قولك ، يا مكرمان . ويقال للرجل إذا سب : يا لؤمان ويا ملأمان ويا ملأم . وألأم : أظهر خصال اللؤم . ويقال : قد ألأم الرجل إلآما ، إذا صنع ما يدعوه الناس عليه لئيما ، فهو ملئم . وألأم : ولد اللئام ; هذه عن ابن الأعرابي ، واستلأم أصهارا لئاما ، واستلأم أبا إذا كان له أب سوء لئيم . ولأمه : نسبه إلى اللؤم ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          يروم أذى الأحرار كل ملأم     وينطق بالعوراء من كان معورا

                                                          والملأم والملآم : الذي يعذر اللئام . والملئم : الذي يأتي اللئام . والملئم : الرجل اللئيم . والملأم والملآم على مفعل ومفعال : الذي يقوم يعذر اللئام . واللأم : الاتفاق . وقد تلاءم القوم والتأموا : اجتمعوا واتفقوا . وتلاءم الشيئان إذا اجتمعا واتصلا . ويقال : التأم الفريقان والرجلان إذا تصالحا واجتمعا ; ومنه قول الأعشى :


                                                          يظن الناس بالملكين     أنهما قد التأما فإن تسمع بلأمهما

                                                          ، فإن الأمر قد فقما وهذا طعام يلائمني أي يوافقني ، ولا تقل يلاومني . وفي حديث ابن أم مكتوم : لي قائد لا يلائمني أي يوافقني ويساعدني ، وقد تخفف الهمزة فتصير ياء ، ويروى يلاومني ، بالواو ، ولا أصل له ، وهو تحريف من الرواة ، لأن الملاومة مفاعلة من اللوم . وفي حديث أبي ذر : من لا يمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون ; قال ابن الأثير : هكذا يروى بالياء منقلبة عن الهمزة ، والأصل لاءمكم . ولأم الشيء لأما ولاءمه ولأمه وألأمه : أصلحه فالتأم وتلأم . واللئم : الصلح ، مهموز . ولاءمت بين الفريقين إذا أصلحت بينهما . وشيء لأم أي ملتئم . ولاءمت بين القوم ملاءمة إذا أصلحت وجمعت ، وإذا اتفق الشيئان فقد التأما ; ومنه قولهم : هذا طعام لا يلائمني ، ولا تقل يلاومني ، فإنما هذا من اللوم . واللئم : الصلح والاتفاق بين الناس ; وأنشد ثعلب :


                                                          إذا دعيت يوما نمير بن غالب     رأت وجوها قد تبين ليمها

                                                          ولين الهمز كما يلين في الليام جمع اللئيم . واللئم : فعل من الملاءمة ، ومعناه الصلح . ولاءمني الأمر : وافقني . وريش لؤام : يلائم بعضه بعضا ، وهو ما كان بطن القذة منه يلي ظهر الأخرى ، وهو أجود ما يكون ، فإذا التقى بطنان أو ظهران فهو لغاب ولغب ; وقال أوس بن حجر :


                                                          يقلب سهما راشه بمناكب     ظهار لؤام ، فهو أعجف شاسف

                                                          وسهم لأم : عليه ريش لؤام ; ومنه قول امرئ القيس :


                                                          نطعنهم سلكى ومخلوجة     لفتك لأمين على نابل

                                                          ويروى : كرك لأمين . ولأمت السهم ، مثل فعلت : جعلت له لؤاما . واللؤام : القذذ الملتئمة ، وهي التي يلي بطن القذة منها ظهر الأخرى ، وهو أجود ما يكون ولأم السهم لأما : جعل عليه ريشا لؤاما . والتأم الجرح التئاما إذا برأ والتحم ، الليث : ألأمت الجرح بالدواء ، وألأمت القمقم إذا سددت صدوعه ، ولأمت الجرح والصدع إذا سددته فالتأم . وفي حديث جابر : أنه أمر الشجرتين فجاءتا ، فلما كانتا بالمنصف لأم بينهما . يقال : لأم ولاءم بين الشيئين إذا جمع بينهما ووافق . وتلاءم الشيئان والتأما بمعنى . وفلان لئم فلان ولئامه أي مثله وشبهه ، والجمع ألآم ولئام ; عن ابن الأعرابي : وأنشد :


                                                          أنقعد العام لا نجني على أحد     مجندين ، وهذا الناس ألآم ؟

                                                          وقالوا : لولا الوئام هلك اللئام ; قيل : معناه الأمثال ، وقيل : المتلائمون . وفي حديث عمر : أن شابة زوجت شيخا فقتلته ، فقال : أيها الناس لينكح الرجل لمته من النساء ، ولتنكح المرأة لمتها من الرجال ، أي شكله وتربه ومثله ، والهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه ; وأنشد ابن بري :


                                                          فإن نعبر فإن لنا لمات     وإن نغبر فنحن على ندور

                                                          أي سنموت لا محالة . وقوله ( لمات ) أي أشباها . واللمة أيضا [ ص: 154 ] الجماعة من الرجال ما بين الثلاثة إلى العشرة . واللئم : السيف ; قال :

                                                          ولئمك ذو زرين مصقول واللأم : الشديد من كل شيء . واللأمة واللؤمة : متاع الرجل من الأشلة والولايا ; قال عدي بن زيد :


                                                          حتى تعاون مستك له زهر     من التناوير ، شكل العهن في اللؤم

                                                          واللأمة : الدرع ، وجمعها لؤم ، مثل فعل ، وهذا على غير قياس . وفي حديث علي - كرم الله وجهه : كان يحرض أصحابه يقول : تجلببوا السكينة وأكملوا اللؤم ، هو جمع لأمة على غير قياس ، فكأن واحدته لؤمة . واستلأم لأمته وتلأمها ; الأخيرة عن أبي عبيدة : لبسها . وجاء ملأما عليه لأمة ; قال :


                                                          وعنترة الفلحاء جاء ملأما     كأنك فند من عماية أسود

                                                          قال الفلحاء ، فأنث حملا له على لفظ عنترة لمكان الهاء ألا ترى أنه لما استغنى عن ذلك رده إلى التذكير فقال كأنك ؟ واللأمة : السلاح ، كلها عن ابن الأعرابي . وقد استلأم الرجل إذا لبس ما عنده من عدة : رمح وبيضة ومغفر وسيف ونبل ; قال عنترة :


                                                          إن تغدفي دوني القناع ، فإنني     طب بأخذ الفارس المستلئم

                                                          الجوهري : اللأم جمع لأمة ، وهي الدرع ، ويجمع أيضا على لؤم مثل نغر ، على غير قياس كأنه جمع لؤمة . غيره : استلأم الرجل لبس اللأمة . والملأم ، بالتشديد : المدرع . وفي الحديث : لما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق ووضع لأمته أتاه جبريل - عليه السلام - فأمره بالخروج إلى بني قريظة ; اللأمة ، مهموزة : الدرع ، وقيل : السلاح . ولأمة الحرب : أداتها ، وقد يترك الهمز تخفيفا . ويقال للسيف لأمة وللرمح لأمة ، وإنما سمي لأمة لأنها تلائم الجسد وتلازمه ; وقال بعضهم : اللأمة الدرع الحصينة ، سميت لأمة لإحكامها وجودة حلقها ; قال ابن أبي الحقيق فجعل اللأمة البيض :


                                                          بفيلق تسقط الأحبال رؤيتها     مستلئمي البيض من فوق السرابيل

                                                          وقال الأعشى فجعل اللأمة السلام كله :


                                                          وقوفا بما كان من لأمة     وهن صيام يلكن اللجم

                                                          وقال غيره فجعل اللأمة الدرع ، وفروجها بين يديها ومن خلفها :


                                                          كأن فروج اللأمة السرد شكها

                                                          على نفسه ، عبل الذراعين مخدر واستلأم الحجر : من الملاءمة ، عنه أيضا ، وأما يعقوب فقال : هو من السلام ، وهو مذكور في موضعه . واللؤمة : جماعة أداة الفدان ; قاله أبو حنيفة ، وقال مرة : هي جماع آلة الفدان حديدها وعيدانها . الجوهري : اللؤمة جماعة أداة الفدان ، وكل ما يبخل به الإنسان لحسنه من متاع البيت . ابن الأعرابي : اللؤمة السنة التي تحرث بها الأرض ، فإذا كانت على الفدان فهي العيان ، وجمعها عين . قال ابن بري : اللؤمة السكة ; قال :


                                                          كالثور تحت اللؤمة المكبس

                                                          أي المطأطئ الرأس . ولأم : اسم رجل ; قال :


                                                          إلى أوس بن حارثة بن لأم     ليقضي حاجتي فيمن قضاها
                                                          فما وطئ الحصى مثل ابن سعدى     ولا لبس النعال ولا احتذاها

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية