مطلب : : وخير مقام قمت فيه وخصلة تحليتها ذكر الإله بمسجد ( وخير مقام ) من مقامات الدنيا ( قمت فيه ) من سائر الأرض ( و ) خير ( خصلة ) قال في القاموس : الخصلة الخلة والفضيلة والرذيلة وقد غلبت على الفضيلة وجمعها خصال ( تحليتها ) أي اتخذتها حليا والحلي ما يزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة وجمعه حلي كدلي ، أو هو جمع والواحد حلية كظبية ، والحلية بالكسر الحلي ، وحليت المرأة كرضيت حليا فهي حال وحالية استفادت حليا أو لبسته كتحلت أو صارت ذات حلي ، وحلاها تحلية ألبسها حليا أو اتخذه لها أو وصفها ونعتها . خير الخصال ذكر الله في المساجد
قاله في القاموس . وقال : الحلي حلي المرأة وجمعه حلي مثل ثدي وثدي وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصي ، وقد قرئ { الجوهري من حليهم عجلا } بالضم والكسر ، انتهى . يعني أن ( ذكر الإله ) المعبود بحق جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ( بمسجد ) مراد الناظم أن خير مقام قمت [ ص: 488 ] فيه قيامك ، بمسجد ، وخير خصلة تحليت بها ذكر الله سبحانه على طريق اللف والنشر المشوش . خير خصلة تزين العبد بها
وقد تقدم الكلام على فضل المساجد وآدابها بما فيه كفاية . وأما الذكر فقد قال تعالى { اذكروني أذكركم } .
وقال عليه الصلاة والسلام : فيما يروي عن ربه تعالى { } . من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم
{ } ، فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه عن ذكر الله سبحانه ، فكيف وقد علمت أن الذكر سبب لذكر مولاه له ، وهذه من أعظم الفوائد بل هي أعظمها . وقال : عليه الصلاة والسلام وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله