" الذي حل وغيره من المحلين "
يقال : ، فهو حال وأحل فهو محل ، فاستعمل الشيخ - رحمه الله - اللغتين . حل من إحرامه
" يوم التروية " سمي بذلك ؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه الماء لما بعد ، وقيل : لأن إبراهيم - عليه السلام - أصبح يتروى في أمر الرؤيا ، قاله الأزهري .
" إلى منى "
منى : بكسر الميم وفتح النون مخففة ، بوزن ربا ، قال أبو عبيد البكري : تذكر وتؤنث ، فمن أنث لم يجره ، أي : لم يصرفه ، وقال الفراء : الأغلب عليه التذكير .
وقال العرجي في تأنيثه :
[ ص: 195 ]
ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها أشد من يومنا بالعرج أو ملل
.وقال أبو دهبل في تذكيره :
سقى منى ثم رواه وساكنه وما ثوى فيه واهي الودق منبعق
وقال الحازمي في أسماء الأماكن : منى بكسر الميم وتشديد النون الصقع قرب مكة . ولم أر هذا لغيره ، والصواب الأول .
" فأقام بنمرة "
نمرة ، بفتح النون وكسر الميم بعدها راء موضع بعرفة ، قال الأزرقي : هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم ، عن يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة
" والدفع منه "
قال صاحب المطالع : الرفع في السير ، يعني بالراء : التعجيل ، والدفع فيه الانبعاث بمرة
" بمزدلفة "
قال البكري : في معجمه ، عن : جمع هي عبد الملك بن حبيب المزدلفة ، وجمع وقزح والمشعر الحرام ، وسميت جميعا للجمع بين المغرب والعشاء بها ، قاله البكري ، وقيل : لاجتماع الناس بها ، وهو أنسب للاجتماع بها قبل الإسلام .
" ثم يروح إلى الموقف "
أي : يذهب ، وأكثر ما يستعمل الرواح بعد الزوال ، والغدو قبل الزوال ، قال الله تعالى : غدوها شهر ورواحها شهر [ سبأ : 12 ] وحكى الأزهري وغيره : أن الرواح يستعمل بمعنى السير أي وقت كان [ ص: 196 ]
" إلا بطن عرنة "
بضم العين وفتح الراء والنون ، قد حددها المصنف - رحمه الله تعالى - وقال البكري : بطن عرنة : الوادي الذي يقال له مسجد عرنة ، وهي مسايل يسيل فيها الماء إذا كان المطر ، فيقال لها : الجبال ، وهي ثلاثة جبال ، أقصاها مما يلي الموقف .
" عند الصخرات "
الصخرات ، بفتح الصاد والخاء المعجمة جمع صخرة بسكون الخاء وفتحها ، وهي : الحجارة العظام .
" وجبل الرحمة "
هو جبل صغير معروف هناك .
" وإن وافاها "
أي : أتاها ، عن الجوهري وغيره .
" وعليه السكينة "
السكينة فعيلة من السكون الذي هو الوقار ، وفسر الجوهري الوقار بالحلم والرزانة .
" فإذا وجد فجوة "
الفجوة ، بفتح الفاء وسكون الجيم : الفرجة بين الشيئين .
" ما بين المأزمين ووادي محسر "
المأزمان : تثنية مأزم ، بفتح أوله وإسكان ثانيه ، وكسر الزاي كذا قيده البكري ، وقال هما معروفان بين عرفة والمزدلفة ، وكل طريق بين جبلين فهو مأزم ، وموضع الحرب أيضا : مأزم ، قال الجوهري : ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر [ الحرام ] وعرفة : مأزمين .
ومحسر بضم الميم وفتح الحاء بعدها سين مهملة مشددة مكسورة بعدها راء ، كذا قيده البكري ، وهو واد بين مزدلفة ومنى ، وقيل سمي [ ص: 197 ] بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه ، أي : أعيا ، وقال البكري : هو واد بجمع ، وقال الجوهري : وهو موضع بمنى .