الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 60 ) فصل : ما أزيلت به النجاسة ، إن انفصل متغيرا بالنجاسة ، أو قبل طهارة المحل ، فهو نجس ; لأنه تغير بالنجاسة أو ماء قليل لاقى محلا نجسا لم يطهره ، فكان نجسا ، كما لو وردت عليه . وإن انفصل غير متغير من الغسلة التي طهر بها المحل ، فإن كان المحل أرضا فهو طاهر ، رواية واحدة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصب على بول الأعرابي ذنوب من ماء ، ليطهر الأرض التي بال عليها ، فلو كان المنفصل نجسا لنجس به ما انتشر إليه من الأرض ، فتكثر النجاسة ، وإن كان غير الأرض ، ففيه وجهان ; قال أبو الخطاب : أصحهما أنه طاهر .

                                                                                                                                            وهو مذهب الشافعي ; لأنه انفصل عن محل محكوم بطهارته ، فكان طاهرا ، كالغسلة الثامنة ، وأن المنفصل بعض المتصل والمتصل [ ص: 49 ] طاهر ، وكذلك المنفصل . والثاني : أنه نجس وهو قول أبي حنيفة . واختاره أبو عبد الله بن حامد ; لأنه ماء قليل ، لاقى محلا نجسا ، أشبه ما لو لم يطهرها . قال أبو الخطاب : إنما يحكم بطهارة المنفصل من الأرض إذا كانت قد نشفت أعيان البولة ، فإن كانت أعيانها قائمة ، فجرى الماء عليها ، طهرها .

                                                                                                                                            وفي المنفصل روايتان ، كالمنفصل عن غير الأرض . قال : وكونه نجسا أصح في كلامه . والأولى الحكم بطهارته ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بغسل بول الأعرابي عقيب بوله ، ولم يشترط نشافه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية