الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4501 - (الرؤيا ستة: المرأة خير، والبعير حرب، واللبن فطرة، والخضرة جنة، والسفينة نجاة، والتمر رزق) (ع في معجمه) عن رجل من الصحابة - (ض) .

التالي السابق


(الرؤيا ستة: المرأة خير والبعير حرب) وفي رواية حزن (واللبن فطرة) ؛ أي: يدل على السنة والعلم والقرآن؛ لأنه أول شيء يناله المولود من طعام الدنيا، وهو الذي يقوته ويفتق أمعاءه، وبه تقوم حياته كما يقوم بالعلم حياة القلوب، وقد يدل على الحياة؛ لأنها كانت به في الصغر، وقال ابن الدقاق: اللبن يدل على ظهور الإسلام والعلم والتوحيد، وهذا في اللبن الحليب: أما الرايب فهم، والمخيض أشد غلبة منه، ولبن ما لا يؤكل حرام وديون وأمراض ومخاوف على قدر جوهر الحيوان، وقال بعضهم: أراد باللبن هنا لبن الإبل والبقر والغنم، ولبن الوحش شك في الدين، ولبن السباع غير محمود لكن لبن اللبؤة مال مع عداوة، وقال بعضهم: لبن اللبؤة يدل على الظفر بالعدو، ولبن الكلب يدل على الخوف، ولبن السنور والثعلب يدل على مرض، ولبن النمر يدل على عداوة (والخضرة جنة، والسفينة نجاة والتمر رزق) يعني أن هذه الأشياء إذا رئيت في النوم تؤول بما ذكر

[تنبيه] قال ابن بطال: بعض الرؤيات لا يحتاج إلى تفسير وما فسر في النوم فهو تفسيره في اليقظة، وفيه أن أصل التعبير من الأنبياء، وأنه توقيف لكن الوارد عنهم وإن كان أصلا فلا يعم جميع المرائي، فلا بد للحاذق في هذا الفن أن يستدل بحسب نظره فيرد ما لم ينص عليه إلى حكم التمثيل ويحكم له بحكم التشبيه الصحيح فيجعل أصلا يلحق به غيره كما يفعل الفقيه في الفروع الفقهية، وقال المسيحي الفيلسوف: لكل علم أصول لا تتغير وأقيسة مطردة لا تضطرب إلا تعبير الرؤيا، فإنها تختلف باختلاف أحوال الناس وهيئاتهم وصناعتهم ومراتبهم ومقاصدهم ومللهم ونحلهم وعاداتهم، وينبغي كون المعبر مطلعا على جميع العلوم عارفا بالأديان والملل والنحل والمراسم والعادات بين الأمم، عارفا بالأمثال والنوادر، ومأخذ اشتقاق الألفاظ، فطنا ذكيا، حسن الاستنباط، خبيرا بعلم الفراسة وكيفية الاستدلال من الهيئات الخلقية على الصفات، حافظا للأمور التي تختلف باختلاف تعبير الرؤيا، فمن أمثلة التعبير بحسب الاشتقاق أن رجلا رأى أنه يأكل سفرجلا فقال له المعبر: تسافر سفرا عظيما؛ لأن أول جزء السفرجل سفر، ورأى آخر أن رجلا أعطاه غصن سوسن، فقال: يصيبك من المعطي سوء سنة؛ لأن السوء يدل على الشدة، والسنة اسم للعام التام، لكن التعبير بحسب الاشتقاق للألفاظ العربية إنما هو للعرب، وغيرهم إنما ينظر إلى اللفظ في لغتهم

(ع في معجمه) والديلمي من طريقه (عن رجل من الصحابة) من أهل الشام، قال: كنا جلوسا عند ابن عبد العزيز، فجاء رجل من أهل الشام، فقال: يا أمير المؤمنين ههنا رجل رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام عمر وقمنا معه، فقال: أنت رأيت رسول الله قال: نعم، قال: سمعته يقول فذكره. [ ص: 50 ]



الخدمات العلمية