الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  4840 ـ حدثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ، عن أبيه ، عن غيلان بن جامع ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، طهرني ، فقال : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " ، قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء فقال : يا رسول الله [ ص: 427 ] طهرني . فقال له مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مم أطهرك ؟ " قال : من الزنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبه جنون ؟ " فأخبر أن ليس به جنون ، فقال : " استنكهوه " ، فقام رجل ، فاستنكهه ، فلم يجد منه ريح خمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أزنيت أنت ؟ " فقال : نعم ، " فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم " ، وكان الناس فيه فرقتين ، قائل يقول : لقد هلك على أسوإ عمله ، ولقد أحاطت به خطيئته ، وقائل يقول : لا توبة أفضل من توبة من جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ، ثم قال : اقتلني بالحجارة ، فلبثوا على ذلك يومين أو ثلاثة ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ، ثم جلس فقال : " استغفروا لماعز بن مالك " ، فقالوا : غفر الله لماعز ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ، ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد ، فقالت : يا رسول الله ، طهرني ، فقال : " ارجعي ، فاستغفري الله وتوبي إليه " ، فقالت : أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ؟ قال : " ومم أطهرك ؟ " قالت : إنها حبلى من الزنا ، قال : " أنت زنيت ؟ " قالت : نعم ، قال : " إذا لأرحمك حتى تضعين ما في بطنك " ، فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : قد وضعت الغامدية ، قال : " إذا لا أرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه " ، فقام [ ص: 428 ] رجل من الأنصار فقال : أنا إلي رضاعه يا رسول الله ، فرجمها " .

                                                  لم يرو هذا الحديث عن غيلان بن جامع إلا يعلى بن الحارث ، تفرد به : ابنه يحيى " .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية