الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              فقال : وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين .

              فقد أحاط علمه بجميع ما خلق في السماوات العلا ، وما في الأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى ، يعلم السر وأخفى ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ويعلم الخطرة والهمة ، ويعلم جميع ما توسوس النفوس به ، يسمع [ ص: 142 ] ويرى ، وهو بالنظر الأعلى لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والأرضين إلا وقد أحاط علمه به ، وهو على عرشه سبحانه العلي الأعلى .

              ترفع إليه أعمال العباد ، وهو أعلم بها من الملائكة الذين شهدوها وكتبوها ، ورفعوا إليه بالليل والنهار ، فجل ربنا وتعالى عما ينسبه إليه الجاحدون ، ويشبهه به الملحدون .

              أوما سمع الحلولي الملحد قول الله تعالى : أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا .

              وقوله لعيسى : إني متوفيك ورافعك إلي .

              وقال : بل رفعه الله إليه .

              وقال : وهو القاهر فوق عباده .

              وقال : من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه .

              وقال : رفيع الدرجات ، ومثل هذا كثير في كتاب الله عز وجل .

              ثم ذم ربنا تعالى ما سفل ، ومدح ما علا ، فقال : إن كتاب الأبرار لفي عليين يعني السماء السابعة والله تعالى فيها . [ ص: 143 ]

              وقال : إن كتاب الفجار لفي سجين ، يعني الأرض السفلى ، فزعم الجهمي الحلولي أن الله هناك حيث يكون كتاب الفجار الذي ذمه الله وسفله ، تعالى الله عما يزعم هؤلاء علوا .

              وقال : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، فذم الأسفل .

              وقال : نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ، وعاقب الله آدم وحواء حين عصيا بأن أهبطهما وأنزلهما .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية