الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15986 7043 - (16421) - (4\37) عن سلمة بن صخر الأنصاري قال : كنت امرأ قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري ، فلما دخل رمضان تظهرت من امرأتي [ ص: 352 ] حتى ينسلخ رمضان ، فرقا من أن أصيب في ليلتي شيئا ، فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار وأنا لا أقدر على أن أنزع ، فبينا هي تخدمني إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها ، فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري وقلت لهم : انطلقوا معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمري فقالوا : لا والله لا نفعل ، نتخوف أن ينزل فينا قرآنا ، أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها ، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك ، قال : فخرجت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري فقال لي : " أنت بذاك " ، فقلت : أنا بذاك ، فقال : " أنت بذاك " ، فقلت : أنا بذاك ، قال : " أنت بذاك " ، قلت : نعم ، ها أنا ذا ، فأمض في حكم الله عز وجل فإني صابر له ، قال : " اعتق رقبة " ، قال : فضربت صفحة رقبتي بيدي وقلت : لا والذي بعثك بالحق ، ما أصبحت أملك غيرها ، قال : " فصم شهرين " ، قال : قلت : يا رسول الله ، وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ، قال : " فتصدق " ، قال : فقلت : والذي بعثك بالحق ، لقد بتنا ليلتنا هذه وحشا ما لنا عشاء ، قال : " اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك ، فأطعم عنك منها وسقا من تمر ستين مسكينا ، ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك " ، قال : فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة ، قد أمر لي بصدقتكم فادفعوها لي ، قال : فدفعوها إلي .

التالي السابق


* قوله : "من جماع النساء" : أي : من قوة جماعهن ، والظاهر أنه كان صاحب إمساك كثير .

* "تظهرت" : يدل على الظهار إلى غاية .

* "فرقا" : - بفتحتين - ; أي : خوفا .

* "أن ينزل فينا قرآنا" : من الإنزال ، أو التنزيل ، والضمير لله ، وقرآنا - بالنصب - .

[ ص: 353 ] * "أنت بذاك" : أي : أنت مقرون بذاك الذي ذكرت من الحال والفعل .

* "ها أنا ذا" : "ها" حرف تنبيه ، و "أنا" ضمير المتكلم مبتدأ ، و "ذا" اسم الإشارة خبره; أي : أنا ذاك الذي فعل ما فعل .

* "فأمض" : من الإمضاء .

* "وحشا" : - بفتح فسكون - ; أي : بلا طعام .

* وقوله : "ما لنا عشاء" : - بفتح العين - تفسير له .

* "فأطعم" : من الإطعام .

* "وسقا" : - بفتح فسكون - : ستون صاعا .

* * *




الخدمات العلمية