من هنا كُنّا …!

0 667
  • اسم الكاتب:لمياء عمر بسيم - شاعرة سورية مقيمة في أبو ظبي

  • التصنيف:المقالات

خلف أسوار الدجى كـان سناهــا !            شعلة من نور أمجاد أراهــــا
يتهـادى بيـن آفـــاق تجلـــت      من بعيد الدهر يحدوها رجاهــا
تملأ الدنيا ربيعـا فـي قلــــوب      أزهرت نورا فتاهت في سناهــا
وصحا في خاطـري منهـا شعــاع      يحمل الذكرى طيوبا من شذاهــا
لمسة من عطر غـار وحريــــر      تطرق الباب فمحلاه يداهــــا..
قلعة الأمجاد .. تدعـوني بصمــت      تفتح الأبواب ..! يغرينـي نداهــا
أسترق السمع .. أخطـو في خشـوع      أرسل الذكرى عيونا فـي دناهــا
والرؤى تسعى أمامي فـي جــلال      مثلما تسعى شموس فـي علاهــا
أرقب الأطيـاف .. قـد عادت قلوبـا      وحدتهـا فـي دياجيهــا مناهـا
صفـوة .. من برعـم غض نضيـر      وفتى شهـم .. وكم أبلى فتاهــا !
ومشـوق يفتـدي بالعمــر دينــا      ونبيـا .. ورمالا فــي ثراهــا
وشغوف سابـق الأحـلام خلـــدا      واشترى بالروح خلدا .. فاشتراهـا
وأبي يحصنن الرايـة شـوقــــا      وجراح المـوت تسقيها دماهـــا
وحكايات .. وصديــق وفــــي      وحكيم ، ورحيـم قد رعاهـــا..
صفحــة غراء تزهــو بنجــوم      جاوزت في ساحـة العليـا مداها !
أتحــراها بإيمـــان وقلبـــي                
   أسأل الأفلاك عن نجـم رآهـا..!
من هنا كانوا .. وكانت في دمـاهـم تكتب الأمجـاد نورا في سماهــا
من هنـا مـروا أبــاة وأســودا تستطيب المـوت إذ خطب دعـاها
من هنا باعـوا ، وكان البيــع خلدا يشتـري بالروح جنـات وجاهــا
من هنا مرت خيــول وخيــول.. تنثني في مسمعـي زهوا خطاهــا
غاية تسمـو وأسيــاف تغنـــي للعلا لحنا .. فيشجيـني صداهــا
دربهـا نــور وحـــق ويقيـن صافـح الأمجـاد عزمـا فاحتواها
من هنا كانـوا .. وكانت في رباهـم تشـرق الآيات نورا قـد تنــاهى
من هنا قد أينـع الإيمــان روضـا واستعـادت واحة الدنيـا جناهــا
من هنـاك كنا .. وللتاريــخ فينـا أسطر ينسـاب في الدنيا شذاهــا
أمة في شرعــة الله استقامـــت فبـراها للمعالــي واصطفاهــا
وحدتها شعلة الإيمـان جنـــــدا صدقت لله وعـــدا فاجتباهــا
ما نسيناها .. وما زالت رؤاهــــا جنة تحيا مع الذكــرى منــاه
بل حملناها مع الأيــام تاجــــا كل نبض في مآقينــا رعاهــا
فانهضي يا راية الإسلامـي فينـــا واستعيدي المجد صرحا في علاها
وابعثي في نصــرة الله قلوبــــا قد رشفنا المجد نورا من سناهــا
علنا نأسو جراحــا قد أقامــــت أو تنادينا ظلال مــن خطاهــا
نلتقي في الدرب بعضا من شعــاع ونعيد الليل فجرا في سماهــــا

السبت 22 ديسمبر 2001م

مواد ذات صلة