رفيق صَلاحِ الدِّين

2 840


زمانك بستان وعصرك أخضر .... وذكراك عصفور من القلب ينقر
دخلت على تاريخـنا ذات ليلة .... فرائحة التاريـخ مسك وعـنبر
وكنت فكانت في الحقول سنابل .... وكانت عصـافير وكان صنوبر
لمست أمانينا فصارت جداولا .... وأمطرتنا حبـا ولا زلت تمطـر
تأخرت عن نقع الوغي ياحبيبنا ... وما كنت عن نقع الوغي تتأخر
سهدنا وفكرنا وشاخت دموعنا ... وشابت لياليـنا وما كنت تحضر
تعاودني ذكراك كل عشـية .... ويورق فكـري حين فيـك أفكـر
وتأبى جراحي أن تضم شفاهها .... كأن جـراح الحـب لا تتخـثر
تأخرت يا أغلى الرجال فليلنا .... طويل وأضـواء القنـاديل تسهر
تأخرت فالساعـات تأكل نفسها .... وأيامنـا في بعضـها تتعـثر
أتسأل عن أعمارنا أنت عمرنا .... وأنت لنـا الآمـال أنت المحرر
وأنت أبو العمران أنت وقودها .... وأنت انبعـاث الدين أنت التغير
تأخرت عنا فالجيـاد حزينة .... وسيفك من أشواقـه كاد ينحـر
حصانك في سيناء يشـرب دمعه .... ويا لعـذاب الخيل إذ تتـذكر
وراياتك الخضراء تمضغ دربها .... وعندك آمـال الثغـور تقصر
نسـاء فلسطين تكحلن بالأسى .... وفي بيت لحم قاصرات وقصر
وليمون يافا يابس في حقوله .. وهل شجر في قبضة الظلم يزهر؟
رفيق صلاح الدين هل لك عودة .... فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم.. وجندك في حطين صلوا وكبروا
تغني بك الدنيـا كأنك طـارق .... على بركات الله يرسـو ويبحر
تناديك من شوق مـآذن مكة .... وتبكيـك بدر "يا حبيبي" وخيبر
ويبكيك صفصاف الشآم ووردها .... ويبكيك زهر الغوطتين وتدمر
تعالى إلينا فالمروءات أطرقت .... وموطن آبائي زجـاج مكسـر
هزمنا وما زلنا شتات قبائل .... تعيـش على الحقد الدفيـن وتزأر
يحاصرنا كالموت بليون كافر..ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر
أيا فارسا أشكو إليه مواجعي .... ومثلي له عـذر ومثـلك يعـذر
أنا شجر الأحزان أنزف دائما .... وفي الثلـج والأنوار أعطي وأثمر
وأصرخ يا أرض المروءات إحبلي .... لعل صلاحا ثانيا سوف يظهر
..................

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة