آخر أشراط الساعة .. نار تطرد الناس إلى المحشر

0 1221

من الأحداث العظام التي أخبر عنها خير الأنام ، والتي تكون بين يدي الساعة ، خروج نار في اليمن تسوق الناس إلى محشرهم ، إنه حدث يعد الفاصل الحقيقي بين حياتين ، الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، وهو آخر علامات الساعة وأشدها ، لما يلقى الناس من جرائه من بلاء وشدة .

وتصور معي أخي القارئ ، ذلك اليوم الذي تندلع فيه النيران من عمق البحر لتحرق كل شيء ، ولتسوق الناس سوقا عنيفا بين راكب وراجل إلى مكان واحد ، يقطعون المسافات الطوال مشردين مطردين ، كل ذلك والنار ملازمة لهم في نومهم و قيلولتهم . ومن أتعبه السير ، وأضناه السهر ، وتخلف وقع فريسة للنار لتلتهمه ، فياله من زمن عصيب .

وقد دل على هذا الحدث الرهيب ، وما يكون فيه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنها - أي الساعة - لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم )

أما مكان خروج تلك النار العظيمة فبلاد اليمن ، وتحديدا من قعر عدن من بحر حضرموت ( بحر العرب ) ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس )

وروى أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستخرج نار من بحر حضرموت ، قبل يوم القيامة ، تحشر الناس ) . وفي الحديث دلالة على أن هذا الحشر إنما يقع في الدنيا لا في الآخرة .

ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم من تفصيلات ذلك الحدث العظيم ، بيان مراتب المحشورين ، فالناس لا يحشرون على مرتبة واحدة ، والسبب يرجع إلى ما كانوا عليه من قبل من صلاح أو فساد ، فالصالحون يحشرون راكبين كاسين راغبين وراهبين رحمة من الله وفضلا ، ومن دونهم في الصلاح يتعاقبون على البعير .

وأما شرار الناس من الكفار والمنافقين فتسحبهم الملائكة على وجوههم وتلقي بهم في النار . ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أن الناس يحشرون على ثلاثة أفواج فوج راكبين طاعمين كاسين ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار ) رواه أحمد .

فهذا  طرف من أخبار ذلك الحدث العظيم ، الذي يكرم فيه المؤمنون ، بحشرهم ركبانا، ويهان فيه الكافرون بحشرهم على وجوههم ، وهذا الحدث مقدمة ليوم القيامة الذي تعظم فيه كرامة الله لعبادة ، وتعظم فيه أيضا إهانته للكافرين ، والوصية النبوية لمن أدرك ذلك الزمان التعجل بالخروج إلى بلاد الشام ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستخرج نار من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس ، قالوا يا رسول الله : فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام )  رواه أحمد والترمذي أي خذوا طريقها، ألزموا فريقها ، فإنها سالمة من وصول النار إليها لحفظ الملائكة إياها.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة