عبد الله بن مسعود

0 1922

 هو الإمام الرباني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أم عبد الهذلي، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخادمه وصاحب سواكه ونعليه، أسلم قديما، وكان أحد السابقين الأولين، فكان سادس ستة في الإسلام! وكان أول من جهر بالقرآن بمكة، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، وكان من سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدى، وكان من نبلاء الفقهاء والمقرئين.

لازم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظ من فيه سبعين سورة، وقال - صلى الله عليه وسلم - : "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".

نظر عمر مرة إلى ابن مسعود - وقد قام - فقال: كنيف [أي: وعاء] ملئ علما!

وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا له: حدثنا عن أقرب الناس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هديا ودلا وسمتا فنأخذ عنه ونسمع منه، قال: هو ابن مسعود!

وعن حارثة بن مضرب قال: قرئ علينا كتاب عمر: "إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا، وقد آثرتكم بعبد الله ابن مسعود على نفسي".

منهج ابن مسعود في الرواية:

كان عبد الله بن مسعود من المكثرين من الرواية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك فقد كان شديد التحري في الأداء وكان يشدد في الرواية، ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ، ولا يجرؤ على الجزم بأن ما ينقله هو نفس اللفظ النبوي تورعا واحتياطا، فعن أبي عمرو الشيباني قال: كنت أجلس إلى ابن مسعود حولا لا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا استقلته الرعدة وقال: هكذا أو نحو ذا أو قريب من ذا!

ومن منهجه في الرواية - رضي الله تعالى عنه – أنه كان ينهى عن رواية ما يفوق ذهن العامة ويربكهم حفظا لديانتهم، فقد كان يقول: "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم".

وقد انتفع به من التابعين خلق كثير، وأخذوا عنه علما جما، حتى صاروا هم علماء الدنيا من بعده، فحدثوا عنه في الآفاق، ومن أشهر طلابه: علقمة، والأسود، ومسروق، والربيع بن خثيم، وشريح القاضي، وأبو وائل، وزر بن حبيش، وعبيدة السلماني، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عثمان النهدي، والحارث بن سويد، وربعي بن حراش، وآخرون، كما روى عنه ابناه عبد الرحمن وأبو عبيدة وابن أخيه عبد الله بن عتبة وامرأته زينب الثقفية.

واتفق موته – رضي الله تعالى عنه – بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وله نحو من ستين سنة.
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة