مسلمو ميانمار

4 953

تقع دولة ميانمار في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، ويحدها من الشمال الصين والهند، ومن الجنوب خليج البنغال والهند وبنغلاديش، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 50 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسلمين بـ 15 ٪ من مجموع السكان (نحو 7 ملايين مسلم).

دخل الإسلام هذه الدولة عن طريق (أراكان) – ولاية ضمن جمهورية بورما، والتي تضم أكبر تجمع لأهل هذا البلد - في القرن الأول الهجري عن طريق الصحابي الجليل وقاص بن مالك رضي الله عنه، وهناك مؤرخون يقولون إن الإسلام وصل إليها عبر (أراكان) في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد - رحمه الله - في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب، حيث أعجب أهل بورما بأخلاقهم فدانوا بدينهم، وعملوا في الزراعة في البدء، ثم هيمنوا على التجارة واستوطنوا في كثير من البقاع، حتى أصبحت بعد ذلك دولة إسلامية حكمها 48 ملكا مسلما على التوالي ما بين عامي 1430 - 1784م، وكان لهم عملات نقدية تتضمن شعارات إسلامية مثل كلمة التوحيد.

تعتبر أراكان ركنا من بورما، وتمثل أكبر تجمع إسلامي فيها، كما يوجد تجمعات أخرى للمسلمين في كل من: (ماندلي وديفيو وشاه ومكاياه والعاصمة رانجون) وغيرها، حيث يقع على تلك التجمعات أعظم ضغط جماعي من قبل حكومة بورما العسكرية.
أما العنصران الأساسيان من سكانها والموجودان فيها حاليا هما:
(الروهنجيا) الذين يدينون بالإسلام ويتحدرون من جذور عربية وفارسية وهندية وتركية، أما لغتهم فخليط من البنغالية والفارسية والعربية
و(الماغو) الذين يؤمنون بالبوذية، إضافة إلى أقليات عرقية متعددة.

احتلت أراكان من قبل الملك البوذي (بوداباي) عام 1784م الذي قام بضم الإقليم إلى بورما خوفا من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك طوال فترة احتلالهم.

في عام 1937م جعلت بريطانيا بورما مع (أراكان) مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعرفت بحكومة بورما البريطانية.

وفي عام 1948م، منحت بريطانيا الاستقلال لبورما شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، لكن البورمان نكثوا عهدهم.

جانب من مآسي المسلمين في الوقت الحاضر:
- يطوف الجنود البورماويون وهيئات التنفيذ القضائي وسفاحو (الماغ) البوذيون بأنحاء القرى المسلمة، حيث يقومون بإذلال كبار السن وضرب الشباب المسلم ودخول المنازل وسلب الممتلكات.

- حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم والتنقل من مكان إلى آخر دون تصريح الذي يصعب الحصول عليه.

- فرض الضرائب، ومصادرة الأراضي وقوارب الصيد، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد، ولا تسمح الحكومة بطباعة الكتب الدينية وإصدار المطبوعات الإسلامية، كما تقوم بإرغام المسلمين من النساء والرجال والعلماء على العمل في معسكرات الاعتقال.
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة