كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَحِ

0 496

رمضـان دمعـي للفراق يسيل      والقلب من ألم الـوداع هـزيل

رمضـان إنك سـيد ومهـذب        وضيـاء وجهـك يا عزيز جليل

رمضـان جئت وليلنا متصـدع      أما النـهـار بلهـوه مشغـول

فالتـف حـولك سادة ذو همـة      لم يثنهم عن صـومهم مخـذول

قامـوا لـيال والدمـوع غـزيرة     ويد السخـاء يزيـنها التـنويل

سجـدوا لبارئهم بجبهة مخلـص     وأصـاب كلا زفـرة وعـويل

كم فيك من منـح الإله ورحمـة     والعتـق فيك لمن هفا مأمـول

وسحائب الرحمات في فلك الدجى   في ليـلـة نادى بها التنـزيـل

وملائـك الرحمـن تحيـي ليلها       فيـهم أمـين الوحـي جبرائـيل

وعصـابـة الشيطان في أصفادها      قـد ذلـها التسبيـح والتهليل

تلك المساجـد والدعـاء مدوي             لله جـل جلالـه التـبجـيل

رباه فارحـم فالذنـوب تتـابعت       كالمـوج في لجج البحار يسير

واغفـر لعبـد آب أوبـة صادق       واقبل دعـاء حرفـه مذهـول

أنت المجـيب وأنت أعظم من عفا   أنت السميع وإن دعـاك جهول

ذنبـي وإن ملأ البـحـار فـإنـه          في عفو مثلك يا كريـم قليـل

ثم الصـلاة علـى النبـي وآلـه        والصحب ما شمل الدعـاء قبول
 

د . عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل 

مواد ذات صلة