غريب أحاديث الحج 1-2

0 1182

أحاديث الحج كسائر أحاديث العبادات التي تحتاج إلى بيان غريبها؛ ليتسنى معرفة الأحكام المترتبة عليها، وقد سبقت جملة من الغريب في هذا الباب، وهذه جملة منه أيضا:

وذكورنا تقطر: في حجة الوداع حين أهل الصحابة بالحج أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلوها عمرة، فيطوفوا، ثم يقصروا، ويحلوا، إلا من كان معه الهدي، فيبقى على إحرامه، ففي "صحيح البخاري" عن عطاء، قال جابر: فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (لو أنى استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت). قوله: (وذكورنا تقطر) هذا كناية عن التمتع بالنساء، فالصحابة عندما أمروا بالحل بعد العمرة، ثم أمروا أن يهلوا بالحج يوم التروية، ولم يكن لهم عهد بالعمرة في أشهر الحج، استعظموا ذلك.

الخلوق: في "الصحيحين" عن يعلى بن أمية عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة، وعليه أثر خلوق -أو قال: صفرة- وعليه جبة، فقال له: (اغسل عنك أثر الخلوق -أو قال: أثر الصفرة- واخلع الجبة عنك، واصنع فى عمرتك ما صنعت فى حجتك). (الخلوق) هو طيب مركب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، تغلب عليه الحمرة والصفرة.

البرانس: في "صحيح البخاري" عن سالم بن عبد الله عن أبيه، قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يترك المحرم من الثياب، فقال: (لا يلبس القميص، ولا البرانس، ولا السراويل، ولا العمامة، ولا ثوبا مسه ورس، ولا زعفران). (البرانس) جمع برنس، وهي شبيهة بالقمص، ولكن تزيد عليها أن لها رؤوسا تستر الرأس، فكل ثوب رأسه منه، فإنه يسمى برنسا، و(الورس) نبات يستخدم لتلوين الحرير. و(الجبة) ثوب سابغ، واسع الكمين، مشقوق المقدم، يلبس فوق الثياب، يشبه المشلح الذي يلبسه أهل الجزيرة فوق ثيابهم في الوقت الحاضر.

القفازان: في "الصحيحين" عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ولا تنتقب المرأة الحرام، ولا تلبس القفازين). (القفازان) واحدها قفاز، وهو لباس الكف من نسيج أو جلد.

المحجن: في "الصحيحين" عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف فى حجة الوداع على بعير، يستلم الركن بمحجن). (المحجن) بكسر الميم، وسكون الحاء، وفتح الجيم: عصا معوجة الرأس، والحجن والحجنة: الاعوجاج.

الاضطباع: في السنن عن ابن يعلى بن أمية عن أبيه يعلى: (أن النبي صلى الله عليه وسلم، طاف مضطبعا). (الاضطباع) هو أن يلقي طرف ردائه على كتفه الأيسر، ويخرجه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفه الآخر على كتفه الأيسر، فتبقى كتفه اليمنى مكشوفة، واليسرى مغطاة بطرفي الإزار، مأخوذ من الضبع، وهو العضد؛ لأنه يبقى مكشوفا. ومذهب الحنابلة أن الاضطباع لا يكون إلا في طواف القدوم، ولا يكون في غيره من الأطوفة.

الرمل: في "صحيح مسلم" عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، أتى الحجر فاستلمه، ثم مشى على يمينه، فرمل ثلاثا، ومشى أربعا. (الرمل) هو سرعة المشي مع تقارب الخطى، وهو الخبب.

الإيجاف: في "الصحيحين" عن ابن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة، ورديفه أسامة، وهو يقول: (أيها الناس! عليكم بالسكينة؛ فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل). (الإيجاف) الإسراع، ووجيف الخيل والركاب إسراعها بالسير، وفي التنزيل قوله تعالى: {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} (الحشر:6).

العنق والنص: في "سنن أبي داود" و"صحيح ابن حبان" وغيرهما عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سئل أسامة بن زيد -وأنا جالس- كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير فى حجة الوداع حين دفع؟ قال: (كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص). (العنق) بفتح العين والنون: نوع من السير بين الإسراع والإبطاء. و(الفجوة) المكان المتسع. و(النص) بفتح النون، وتشديد الصاد: الإسرع.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة