الدكتور زغلول النجار في ذمة الله

0 0

فقدت الأمة الإسلامية عالما جليلا، وركنا من أركانها الفكرية والروحية، وأحد الدعاة المخلصين، حيث توفي الأحد 9 نوفمبر في العاصمة الأردنية عمان الداعية المصري والباحث في الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم، الدكتور زغلول النجار، عن عمر ناهز 92 عاما.
والدكتور زغلول النجار رحمه الله من أبرز رواد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في ترسيخ الإيمان في القلوب وتعميق الوعي في العقول من خلال منهجه في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث جمع بين التخصص الدقيق في علوم الجيولوجيا والمعرفة الواسعة بعلوم الوحي، فكان مثالا للعالم الذي سخر علمه في خدمة الدين، وربط بين حقائق الكون وآيات القرآن الكريم بأسلوب علمي مؤثر.

ترك الدكتور زغلول النجار بصمته في عقول أجيال من الباحثين والطلاب، وفي وجدان كل من استمع إلى دروسه ومحاضراته التي امتدت لأكثر من 60 عاما جمعت بين العلم والإيمان، وفي الدفاع عن رسالة الإسلام في المحافل الأكاديمية والإعلامية.

وقد وضع أسسا واضحة وضوابط محكمة للإعجاز العلمي، فميز بين الحقائق والنظريات، مؤكدا أن القرآن كتاب هداية لا كتاب علوم، وأن مهمة الباحث هي إظهار ما يوافق الحقائق لا لي أعناق النصوص.

وقد نال تقديرا واسعا من المؤسسات العلمية والدينية لما قدمه من إسهامات في مجالي البحث العلمي والإعجاز القرآني.

بطاقة تعريف

- الاسم: زغلول راغب محمد النجار

- ولد عام 1933، في محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، وحفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة في أحد الكتاتيب، ثم انتقل النجار للعيش في القاهرة مع والده الذي كان يعمل معلما في عام 1945، وبدأ هناك دراسة المرحلة الثانوية من التعليم الأساسي في مدرسة شبرا الثانوية.

- - التحق بكلية العلوم في جامعة القاهرة عام 1951 حيث درس الجيولوجيا، وتخرج منها عام 1955 حاصلا على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في علوم الأرض، وحصل على جائزة الدكتور مصطفى بركة في علوم الأرض كأول الحاصلين عليها بعد التخرج.

- شق طريقه العلمي في الخارج، فحصل على الدكتوراه من جامعة ويلز عام 1963، ثم زمالتها وعدد من المنح والجوائز العلمية.

- تدرج بعدها في الجامعات العربية والعالمية (عين شمس، الرياض، الكويت، قطر، الملك فهد للبترول، ويلز، كاليفورنيا)، حتى شغل رئاسة أقسام الجيولوجيا وأسس بعضها، وأشرف على أكثر من 35 رسالة ماجستير ودكتوراه.

- امتد عطاؤه الدعوي من كندا إلى أستراليا، ومن أميركا إلى جنوب أفريقيا، خطيبا ومحاضرا في الإعجاز العلمي.

- أسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ورأس لجنة الإعجاز العلمي بالأزهر الشريف.

- حصد النجار جوائز عديدة، منها:

- جائزة التوجيهية من وزارة التربية والتعليم المصرية (1951، أول الحاصلين).

- جائزة بركة لعلوم الأرض، جامعة القاهرة (1955، أول الحاصلين).

- جائزة روبرتسون للأبحاث بعد الدكتوراه (1963-1967).

- جائزة أفضل البحوث في مؤتمر البترول العربي (1970-1972).

- جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم (كشخصية العام الإسلامية 1427 هـ).

مؤلفاته:
ساهم الدكتور زغلول النجار بإنجاز أكثر من 150 بحثا علميا و45 كتابا، وأثرى الإعلام الإسلامي بمحاضراته وبرامجه، التي تركز على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. ومن أبرز مؤلفاته:

- تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم (4 أجزاء).

- الإعجاز العلمي في السنة النبوية.

- الأرض في القرآن الكريم

- السماء في القرآن الكريم.

- الحيوان في القرآن الكريم.

- الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم.

- علوم الأرض في الحضارة الإسلامية.

- قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها.

- مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

- الحضارة الإسلامية وأثرها في النهضة العلمية المعاصرة.

وفاته:
وفي يوم الأحد التاسع من نوفمبر 2025، توفي الدكتور زغلول النجار، وصلي عليه يوم الإثنين، عقب صلاة الظهر، ووري جثمانه الثرى في مقبرة أم القطين في عمان عاصمة الأردن. فرحمه الله رحمة واسعة وأكرم نزله ورفع مقامه وعوض المسلمين عنه خيرا.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة