- اسم الكاتب:إسلام ويب
- التصنيف:قضايا شبابية
لماذا يدخل كثير من الغربيين الإسلام؟
ما الذي عند المسلمين ليقدموه للغرب، وحال المسلمين كما هو معلوم؟ ما الذي يجعل إنسانا غربيا ـ نصرانيا كان أو علمانيا أو على أي ملة ـ أن يترك ما هو عليه ويدخل دين الإسلام؟
المتأمل في الحضارة الغربية، يجد أنها على ما وفرته للإنسان من متع الدنيا وملذاتها، ووفرت لهم مستوى معيشيا مميزا، ولو حتى في الظاهر، إلا أنها تعاني من أمرين مهمين جدا:
ـ الخواء الروحي.
ـ الجوع الاجتماعي
فالمتأمل في هذه المجتمعات، ومن عاش فيها ويعرفها تماما، يعلم أنها مجتمعات مادية إلى النخاع، ويعلم أن هناك فراغات اجتماعية هائلة تعصف بأهلها، فلا يمكنك أن تتحدث هناك عن بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، والمحبة الحقيقية بين المواطنين، وإنما القانون العام هناك: نفسي نفسي.
قصة عجيبة
في محاضرة ألقاها الدكتور خالد حنفي، وهو رجل مسلم يعيش في ألمانيا منذ زمن طويل، حكى عن واقعة تبين ما وصل إليه الحال هناك، يقول الدكتور:
"حدثني أحد المسلمين في ألمانيا عن قصته هو مع امرأة ألمانية كبيرة، لم يكن عندها من ألاولاد إلا بنت وحيدة، لكن هذه البنت لا تسأل عن أمها ولا تتفقدها، لا في صحة، ولا في مرض، لا في المستشفى، ولا خارج المستشفى.
وأن هذا الأخ المسلم – لما رأى حال هذه المرأة العجوز وأنها وحيدة ولا يسأل عنها أحد – اعتبرها مثل أمه؛ فبدأ يحسن إليها، إذا طبخوا أخذ من الطعام وذهب به إليها وأهداها منه، وكان يزورها أحيانا ليطمئن على أحوالها، وربما يرسل أولاده وبناته يسألون عنها، ويتفقدونها، وإذا ذهبت إلى المستشفى، كان يذهب إليها كل يوم.
وكما قال لي: كان يفعل هذا الأمر بتلقائية شديدة؛ يقول: “جارتي، وهي امرأة مسنة، وليس لها عائل أو أحد، فأنا أتفقدها من باب الإحسان.
"ولكنه مع كل الأسف، لم يحدثها يوما عن الإسلام، ولا دعاها إليه، ولا قال لها: إنني أحسن إليك انطلاقا من أخلاق الإسلام".
مفاجأة
المرأة ماتت، وفوجئ – بعد موتها بأيام – أن الشرطة جاءت إليه، وقالوا له: نريد أن نسألك بعض الأسئلة. هل كان بينك وبين هذه المرأة (جارتك) شجار أو عراك أو أي شيء؟ قال لهم: لا، بالعكس، كانت واحدة من العائلة، وأنا حزنت جدا، وأولادي حزنوا كذلك، وأخبرهم عن حاله معها".
كانت الشرطة تريد أن تتأكد من موضوع دعوى تقدمت بها الابنة ضد هذا الرجل.. لماذا؟
لقد قامت الأم بكتابة كامل تركتها وثروتها – حوالي سبع بنايات أو عمارات سكنية كاملة – لهذا الأخ، ونقلت ملكيتها له بطريقة قانونية لا تقبل التنازل أو التراجع، حتى لا تستطيع ابنتها أن تسترجعها أو تطالب بها بأي شكل قانوني.
فاتهمت البنت ذلك الرجل بأنه أكره أمها، ومارس عليها ضغوطا شديدة حتى كتبت له كل ما تملك، وحرمت ابنتها من كل شيء فلم تكتب لها ولا شيكل واحدا.
فلما حققت الشرطة مع الرجل فوجؤوا أنه لا يعرف شيئا عن هذا الأمر، وان المرأة لم تخبره أصلا بشيء من هذا قبل موتها، وتأكدوا أن الرجل لا علاقة له بهذا الأمر، وإنما فعلت المرأة ذلك لتكافئه على إحسانه إليها، وعلى مواقفه النبيلة معها، وحرمت ابنتها من ذلك كله لأنها لم تكن ترعاها ولا تأتي قط للسؤال عنها والاطمئنان عليها.. وكانت نتيجة التحقيقات أن الشرطة أخبروه بأن هذه البنايات صارت له بشكل قانوني، وسلموه هذه البنايات السبع!
يقول الدكتور الذي يحكي القصة: من الطرائف المضحكة – أن الرجل قال لي: "أنا تركت شغلي وتفرغت لمتابعة هذه البنايات والتأجير وجمع الأجرة وهذه الأشياء…وصرت من الأثرياء".
قال الدكتور: أنا قلت له: والله، شيء حسن، لكن ليتك حدثتها مرة عن الإسلام، وهي بهذه الطيبة وبهذا المستوى من الإحسان، فلربما كانت دخلت في دين الله".
السؤال: ما الذي يدفع هذه المرأة إلى هذا السلوك مع رجل لا تعرفه؟
لأنه أحسن إليها. بينما لم تعط ابنتها حتى جزءا من هذه التركة أو من هذه الأموال، قالت: “لا، لا تستحق؛ هذه لم تسأل عني أبدا. الذي سأل عني ووقف إلى جواري سنوات طويلة دون أن يطلب مني شيئا، هو الذي يستحق، هو أهل للأمر".
فراغ اجتماعي
في أوروبا يبحثون عن إنسان يجلس معهم ويتحدثون إليه ويعطونه أجرا كبيرا، خواء وفراغ اجتماعي، لا يجد الواحد منهم ـ خصوصا كبار السن ـ من يجلس معه أو يؤانسه، أو يحدثه، حتى إن بعضهم يطلب في إعلانات عن جليس له ـ وليس للأطفال ـ بأجر كبير نسبيا لمجرد أن يجلس معه فقط ليتكلم ويتحدث؛ حتى لا تأكله الوحدة ويصيبه الاكتئاب.
إن كثيرا من الأبناء يترك والديه وهو صغير، ويخرج في عمر الزهور إلى الشارع ليعيش حياته الخاصة، وينشغل كل إنسان بنفسه حتى عن والديه، ونسمع كثيرا أنهم متقاطعون، فلا زيارات ولا بر ولا صلة، وكثيرا ما نسمع أن الابن لا يزور والديه لمدد طويلة جدا، وأفضلهم من إذا احتاج والداه ولم يجد من يرعاه يذهب بهما إلى دور العجزة والمسنين.. هذه هي الحياة في معظم دول الغرب..
وفي أحيان كثيرة يموت الواحد منهم في مسكنه، فلا يعلم بموته أحد من أبنائه ولا جيرانه ولا أقاربه حتى تفوح رائحته، وتأتي الشرطة لتكسر باب شقته وتأخذه لتدفنه أو تواريه.
قصة أخرى
ويقول الدكتور خالد مرة أخرى:
جاءني أحد الطلاب مرة يسألني.. قال لي: "إن جارتي الألمانية المسنة، التي تعيش وحدها، طلبت مني أن أجلس معها كل يوم ساعة، أتحدث معها، أسأل عنها، أتفقدها، وتدفع لي مقابل هذه الساعة مبلغا ماليا، كأني أعمل، يعني: خمسون يورو عن الساعة، تقريبا.
قالت له: حتى لو أردت زيادة، ما عندي مشكلة، مقابل أن تأتي كل يوم ساعة، تجلس معي وتؤنسني بالحوار والحديث فقط. لا أريد منك شيئا آخر".
الطالب كان يسأل عن جواز ذلك، وحكم الخلوة بهذه العجوز.. جزاه الله خيرا.. لكن نحن ندلل على حالة الجوع العاطفي، والخواء الروحي الذي تعيشه تلك المجتمعات.
الحاجة إلى الإسلام
إن هذا العالم في أشد الحاجة إلى الإسلام، إلى أخلاقيات الإسلام، وروح الإسلام، وجمال الإسلام.. نحتاج نحن أن نقدم لهم صورة نقية عن الدين وحقيقية خالصة واضحة، نبين لهم فقط ونوضح.. ووقتها سيدخلون في دين الله أفواجا.

المقالات

