لماذا لا تلتئم تقرحات الاثني عشر رغم العلاج والحمية؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من آلام مستمرة فوق السرة مباشرة بمقدار 15 سم، بشكل دائم، وفي كثير من الأحيان ينتقل الألم حول محيط السرة، أشعر أن الألم في الأمعاء الدقيقة، ولا يختفي إلا عندما أتناول الطعام وأملأ معدتي، كما أن شرب منقوع عرق سوس في الصباح الباكر على الريق يريحني، هذه الآلام تبدأ في الصباح بعد دخولي الحمام للتبرز، فبعد التفريغ يبدأ الألم، ولا يهدأ إلا بالطعام أو شرب عرق سوس، ثم يعود مجددا بعد خمس ساعات تقريبا.

أجريت منظارا للمعدة، فتبين وجود التهابات في الاثني عشر، وقد مضت الآن ثماني سنوات وأنا أعاني من هذه الحالة، تناولت جميع علاجات المعدة المثبطة للحموضة، وكذلك العلاج الثلاثي، كما أجريت فحصا لبكتيريا جرثومة المعدة (H. pylori) (Helicobacter pylori)، وكانت النتيجة سلبية، أي أنه لا وجود للبكتيريا.

العلاجات التي تناولتها كانت تحتوي على المادة الفعالة (أوميبرازول)، ومنها "نيكسيوم" بجرعة 40 ملغ، حبتين يوميا، فكنت أشعر بتحسن طفيف أثناء استخدامه، ولكن فور الانتهاء من الكورس العلاجي لمدة شهرين تعود الأعراض كما كانت، استخدمت الأوميبرازول لفترات طويلة، امتدت أحيانا إلى ثلاثة أشهر أو أكثر، وأحيانا أخرى بشكل متقطع، وكل ذلك بإشراف طبي، ولكن دون تحسن يذكر، كما تناولت أدوية لعلاج القولون العصبي دون جدوى، وكذلك مضادات حيوية، مثل: الأموكسيسيلين والكلاريثروميسين، مع مضادات الحموضة، دون فائدة تذكر.

أجريت أربعة مناظير، وكل الأطباء أجمعوا على وجود تقرحات والتهابات في الاثني عشر، والألم يوقظني ليلا، مما يضطرني لتأخير العشاء حتى لا أستيقظ متألما، في المنظار الأخير تم توثيق الحالة على قرص مدمج (CD)، وعند مشاهدته لاحظت وجود نقاط بيضاء بلون الحليب على سطح الجدار المبطن للاثني عشر من الداخل، بأشكال وأحجام غير متجانسة، فهي ليست دائرية، بل منتشرة بأعداد كبيرة، وعندما شاهدها الطبيب، طلب مني إجراء تحليل الأجسام المضادة (EMA) لمرض حساسية القمح، وكانت النتيجة إيجابية، حيث بلغت نسبة المضادات 520.

منذ عامين امتنعت عن تناول طحين القمح ومشتقاته، وأتناول طحين الذرة الخالي من الغلوتين، الذي أحصل عليه من جمعية خيرية، وما زلت أعتمد عليه، لكن دون تحسن يذكر.

عمري 44 عاما، ووزني 95 كغ، وطولي 182 سم، ونسبة الهيموغلوبين لدي لا تنخفض عن 15، ولست مدخنا، ولا أعاني من أمراض مزمنة، وشهيتي جيدة، وأتناول كل شيء، مع تجنب الأطعمة الحارة والحوامض والصودا، لأن هذه الأطعمة تزيد الألم، ليس فور تناولها، بل في اليوم التالي، بعد دخول الحمام.

أجريت فحص الأشعة المقطعية (CT) للبطن، وأظهر التقرير أن كل شيء طبيعي، باستثناء وجود التهابات شديدة في الاثني عشر، ولا أدري ماذا أفعل؟

جربت الحمية المبنية على الشوربات لفترات طويلة، دون جدوى، وأتناول الأوميبرازول أيضا دون فائدة، وأقل تعرض للبرد يؤدي إلى زيادة الألم.

أرشدوني بالله عليكم، ماذا أفعل؟ لماذا لا تلتئم هذه التقرحات؟ هل يجب أن أستمر على مضادات الحموضة مدى الحياة؟ وهل يصح ذلك، رغم أني لا أشعر بتحسن كبير عند استخدامها؟ حالتي مستقرة فقط عند تناولها، وهذا ما يطمئنني، إلى جانب علاجي الذاتي بالعرق سوس والطعام.

أرجو الإفادة، ما هي حالتي؟ علما أن البراز طبيعي، ولا يوجد به دم أو ديدان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التهاب الاثني عشر (Duodenitis) حالة قريبة من القرحة الاثني عشرية، إلا إنه أخف، والعلاج تقريبا نفس علاج القرحة، والأعراض -كما ذكرت- تشمل آلاما خاصة عند الجوع، ويضطر الإنسان لتناول الطعام لتخفيف الألم، بالإضافة إلى الغثيان، وأحيانا النزف وانسداد الأمعاء، ومن الأمور التي تسبب هذا الالتهاب أدوية مثل: الإسبرين والمسكنات الأخرى، كما أن زيادة حموضة المعدة من العوامل المسببة أيضا.

العلاج يكون بالابتعاد عن الأسباب، مثل الأدوية المسكنة، وكذلك بتناول الأدوية المضادة للحموضة، وإن لزم الأمر تؤخذ مرتين في اليوم، ويمكن التوقف عنها كل شهرين إلى ثلاثة أشهر لمدة أسبوع أو أسبوعين، وذلك لإعطاء المعدة المجال لاستعادة قدرتها على إفراز حمض الهيدروكلوريك.

والتهاب أو تقرحات الاثني عشر لا تتحول إلى أورام، ولكن إذا تركت دون علاج قد تؤدي إلى تليفات في المنطقة، مما قد يسبب تضيقا أو انسدادا.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات