السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على هذه الخدمة، وعلى رحابة صدوركم، وجزاكم الله ألف خير، مشكلتي غريبة جدا، ولا أعرف لها سببا، وقد احتار فيها الأطباء والأقرباء.
مشكلتي باختصار هي: أني عندما يكون الجو باردا -كما هو الحال طيلة فترة الشتاء الممتدة من شهر أكتوبر إلى شهر مارس-، أكون في حالة من الخمول الرهيب، وعدم الرغبة في التفكير، أو العمل، أو القراءة، أو الوضوء والصلاة، أو حتى تغيير الملابس والتأنق للذهاب لمشوار بعيد.
دائما أشعر بشعور غريب لا أعرف كيف أصفه، وأشعر بنعاس خفيف، وألم خفيف في الرأس، وأستطيع أن أشبهه بحالة الشخص في شهر رمضان بعد الإفطار، نفس الشعور تقريبا.
هذا الشعور يصيبني بالخمول، ويفقدني الحافز لإنجاز أي شيء، حتى إنني أجد مشقة في الذهاب إلى العمل، وكثيرا ما أتذكر سورة النازعات، حيث تصور خروج الروح من أجساد الذين ظلموا أنفسهم بصورة شديدة ومؤلمة!
يلازمني شعور دائم بألم خفيف ونعاس مستمر، منذ لحظة استيقاظي صباحا وحتى وقت النوم، ولا يتغير هذا الشعور حتى بعد النوم، أو شرب القهوة، أو ممارسة الرياضة.
لقد جربت كل الوسائل المعروفة لتحفيز النشاط، والتقليل من الخمول؛ من اتباع نظام غذائي صحي، والنوم المبكر، وممارسة التمارين الرياضية، إلى تقنيات التنفس المختلفة سواء لتنشيط الجسم، أو للتفريغ النفسي، لكن -للأسف- لم ألحظ أي تحسن يذكر.
غير أني لاحظت خلال السنوات الثلاث الماضية أن مستوى الكسل يتراجع، ويزداد النشاط بشكل ملحوظ في الشهر الثالث من كل عام، ففي شهري مارس وأبريل، أشعر وكأنني أستيقظ من سبات، يرافق ذلك شعور قوي بتأنيب الضمير، يدفعني إلى اتخاذ قرارات بتغيير واقعي، والبدء من جديد.
لكن هذا النشاط غير ثابت، بل يتأرجح بين أيام من الحماس والنشاط، وأيام أخرى تغلب فيها مشاعر الخمول والتراخي.
لكن مع قدوم الشهر الخامس، يكون النشاط كبيرا ومستمرا، ونفس الشيء ينطبق على الشهر السادس والسابع، والثامن وبدايات التاسع، والغريب هو أني في هذه الشهور أمتلك نشاطا أكبر من أقراني وأهلي، وبشكل ملحوظ، حيث إني أستيقظ منذ صلاة الفجر وأمارس الرياضة، وأقرأ في كل المجلات، وأخطط وأستثمر وقتي، وأتعجب من أهلي وأصدقائي الذين يستمرون في النوم حتى الساعة الثامنة!
وفي العمل أرى الجميع يعاني من التعب والجوع، خاصة قبل انتهاء الدوام، أما أنا فأعاني بدرجة أقل، وعصر كل يوم أخرج سيرا على الأقدام لمسافات طويلة، قد تصل إلى 5 كم، رغم أن درجة الحرارة تصل إلى 40.
كما أني أقوم بأعمال كثيرة؛ أزور الأقارب، وأشتري الحاجيات من السوق لنفسي أو لغيري، كثير الخروج والنشاط، حتى إني أسمع الكثير من عبارات التعجب والثناء؛ لهمتي العالية.
كل هذا يبدأ بالتقهقر مع النصف الثاني من الشهر التاسع، وفي الشهر العاشر، حيث أصبح متذبذبا -كما هو الحال في الشهر الثالث والرابع-، وعندما يأتي شهر 11 أعود إلى السبات والخمول.
هذا الشيء يتكرر معي في كل عام ومنذ الصغر، غير أني لم ألحظه إلا في السنوات الثلاث الأخيرة، فكنت في السابق ألوم نفسي، وكنت أظن أن السبب هو الدراسة، حيث إني كنت لا أدرس إلا في آخر السنة، فكنت أظن أنه خوف من الرسوب، لكن الآن وبعد تخرجي، أعاني من نفس المشاكل، فليس للدراسة دخل.
وزاد تأكدي في هذه الأيام، حيث كنت أعاني من الخمول المعتاد في فصل الشتاء، لكن قبل أسبوعين جاءت موجة حر مفاجئة؛ شعرت خلالها بتحسن كبير في نشاطي، ورغبتي في العمل والتطور، وقمت على الفور بدخول دورة لتعلم اللغة الإنجليزية، وكنت أتمتع بنشاط كبير، لكن مع عودة البرد عدت إلى سابق عهدي.
فأرجو أن تساعدوني؛ لأني بهذه الوضعية أخسر نصف عمري، علما بأني قد قمت بزيارة أطباء في العام الماضي، لكنهم لم يعرفوا تشخيصا لحالتي، وقام أحد الأطباء بتحليل دمي، ووجد أني أتمتع بصحة جيدة، وقام طبيب آخر بإعطائي منشطات رياضية وفيتامينات، لكن دون جدوى، ثم قال لي: لعل السبب يكون نفسيا، فأعطاني دواء معينا، لكنه لم يغير أي شيء، فأرجو أن تساعدوني!
وهذه بعض المعلومات عني لعلها تفيد في التشخيص:
1- عندما أكون في حالة نشاط، ويصبح الجو باردا فجأة، لا أشعر بالخمول مباشرة، بل أشعر به في اليوم التالي، والعكس صحيح، فعندما أكون خاملا، ويصبح الجو حارا فجأة، لا أشعر بالنشاط مباشرة، ولكني أصبح نشيطا في اليوم التالي.
2- 80% أتنفس من فمي، بسبب وجود انحراف داخلي في الأنف.
3- كنت في السابق أعاني من الرشح والحساسية طيلة فترة الشتاء، ولم يكن المنديل يفارقني أبدا، لكن منذ سبع سنوات أخذت حقنة مضادة للحساسية، ولم يعد لهذه المشكلة وجود.
4- إنني من المواليد الخدج، وجئت إلى الدنيا بعد أن لبثت ثمانية شهور في رحم والدتي، يعني أنا من الأشخاص الذين ولدوا قبل اكتمال فترة الحمل الطبيعية، أي قبل أن تصل فترة الحمل إلى 37 أسبوعا.
5- عندما كنت صغيرا -ست سنوات فما دون-، كنت أعاني من وجع شديد في الرأس، حتى إن والدتي تقول: إنه كان يغمى عليك بسبب الوجع، وتم نقلك إلى المشفى أكثر من مرة، لكن بعدها أصبحت نوبات الوجع أقل حدة. وأتذكر أني كنت أعاني من هذا الوجع في المرحلة الابتدائية.
6- كنت مصابا في الصغر بنقص في الكالسيوم.
آسف على الإطالة.