كيفية التوبة من الكذب وذنوب الماضي

0 768

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

كيف تكون التوبة الصحيحة من الكذب؟ وهل يجب الاعتراف بتلك الأكاذيب عند التوبة منها؟ وإذا تعذر هذا الاعتراف هل تقبل التوبة عند وجود العزم على عدم الرجوع للذنب والندم عليه؟

إضافة: تحدث لي مصائب شديدة في كل باب أطرقه، لا شيء يجدي، كل الأبواب مغلقة، أشعر بأن الله غير راض عني، ارتكبت ذنوبا كثيرة ولكني تبت منها وندمت أشد الندم عليها، والحمد لله أشعر أن الله عفا عني -إن شاء الله- هل ما يحدث لي هو نتيجة لما اكتسبت من ذنوب؟ وهل سيسامحني الله ويعفو عني؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، والله سبحانه سمى نفسه توابا ليتوب علينا، وسمى نفسه رحيما ليرحمنا، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، وإذا صدق التائب في توبته وأخلص فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.

فاحمدي الله الذي أمهلك حتى تبت ورجعت، وتذكري أنه سبحانه رحمك وستر عليك وأنت تعصينه، فكيف لا يرحمك بعد أن رجعت إليه، ولكن التوبة تحتاج إلى صدق وصبر وثبات، والشيطان يحزن إذا تبنا ويندم إذا استغفرنا ويبكي إذا سجدنا، ولذلك فهو لا يترك التائب، وقد يسعى من أجل أن يحزنه ويشوش عليه.

ومن الطبيعي أن يشعر المطيع لله بصعوبات ومعاناة؛ لأن العدو تعهد أن يقعد في طريق من يطيع الله ويشجع ويسهل مهمة العصاة، قال تعالى عن إبليس: (( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ))[الأعراف:16] وكأن الشيطان يريد أن يقول: (أنت قد أطعت الله ولم تستفيدي) فليكن ردك بتجديد التوبة والإصرار على الصدق فيها والإكثار من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

واعلمي أن للتوبة المقبولة علامات، من أهمها أن يشعر التائب أنه أصبح أفضل، وأن يهجر رفاق المعصية، وأن يتخلص من كل ما يذكره بها، فإن أرض المعصية تذكر بالشر بشخوصها ومعالمها، ولذلك جاء في حديث التائب الذي قتل مائة نفس: (ولكنك بأرض سوء فانطلق إلى أرض كذا وأرض كذا فإن بها أقواما يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم) فأرشده إلى تغيير البيئة وتبديل الرفقة.

أما بالنسبة للذنوب التي تبت منها ومنها الكذب، فليس من الضروري الاعتراف بها وفضح النفس، ولكن إذا ترتب على الكذب أو السرقة أو غيرها ضياع حق فينبغي رد الحقوق لأصحابها، أما إذا كان في الأمر إحراج أو خاف الإنسان من حصول منكر أكبر فيكفي في ذلك أن يدعو لمن ظلمه وأن يتصدق المال نيابة عنه، أو يعيده، فعليه أن يذكر المظلوم بالخير ويسعى في تحسين صورته، وإذا صدق الإنسان في توبته فإن الله سبحانه قد يرضي عنه خصومه يوم القيامة.

فهنيئا لك بتوبة الله عليك، ونسأل الله أن يتوب عليك لتتوبي على الوجه الذي يرضيه سبحانه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات