هل تنميل الجسم في فصل الصيف ناتج عن مشاكل نفسية؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي تنميل في جسمي منذ سنة، ويحدث فقط في فصل الصيف، وقد بدأت هذه المشكلة بعد فترة دراسية في الجامعة، حيث كان التكييف المركزي قويا جدا، أي شديد البرودة، بينما كانت الأجواء خارج الجامعة شديدة الحرارة.

لاحظت أن جسمي بدأ ينمل بعد الخروج من الجامعة، والانتقال من البرد الشديد إلى الحرارة الشديدة، وهذا العرض مستمر حتى الآن، يظهر ويختفي بشكل متقطع خلال الصيف.

في السابق كنت لا أشرب الحليب ولا آكل البيض، ولاحظت أن التنميل قد يكون ناتجا عن نقص الكالسيوم، فبدأت بشرب الحليب بكثرة، والحمد لله اختفى التنميل، لكنه عاد الآن بعد أن توقفت عن شرب الحليب فترة.

زرت طبيبا عاما، وقام بفحص سريري وقاس ضغطي، وكان جيدا الحمد لله، وسألني عن الأعراض، وأخبرته أن كتفي اليسرى تؤلمني منذ فترة بسيطة، وسألني عما إذا كانت رقبتي تؤلمني، فأجبت بالنفي، وسألني عن نومي، وقلت إنني أنام جيدا الحمد لله، لكنني أسهر قليلا، وسألني عن التنميل، وذكرت أنه يحدث في الأرجل والأيدي مصحوبا ببرودة في الأطراف، وليس بشكل دائم.

قام الطبيب بفحص دقات قلبي، وسألني عن الخفقان، فأخبرته أنه يحدث بشكل خفيف، لثانية واحدة فقط ثم يختفي، وليس بكثرة، فقط مرة أو مرتين، وسألني عن الصداع، وقلت إنه يأتيني صداع فوق حاجبي الأيسر فقط.

أخيرا: قال لي الطبيب إنه توتر عصبي، ولا يوجد مرض عضوي، وأن التنميل سببه القلق وكثرة التفكير وشرب المنبهات، علما أنه سألني عن شرب المنبهات، وأخبرته أنني أشرب القليل من القهوة والشاي (كوبين كل يوم)، ونصحني بالنوم المبكر، وتجنب المنبهات، والإكثار من الأكل، والابتعاد عن التفكير.

ووصف لي علاجا عبارة عن حبوب (رويال جيلي) أتناولها بعد الغداء مرة واحدة، وقال لي ليس ضروريا إجراء تحليل للدم، فقد يكون فقر دم خفيف بنسبة 10 أو 11؛ لأنه فحصني ولم يجد أعراضا لفقر الدم الشديد.

أنا الآن مترددة ولا أعلم هل أصدق الطبيب أم أذهب إلى آخر؟ علما أنني فعلا كثيرة الوسوسة والهموم والتفكير، وأجلس كثيرا بمفردي، وليس لدي ما يشغلني من دراسة أو وظيفة أو زوج، والحمد لله على كل حال.

أنا الآن قلقة لأنني أقرأ كثيرا عن التنميل وأخاف جدا، لأنه قد يكون مرض السكر، أو التصلب المتعدد، أو نقص فيتامين، أو غير ذلك.

أنا قلقة من كثرة بحثي في الإنترنت بسبب الفراغ، ونفسيتي متعبة جدا، أفكر دائما وأكره أي إنسان لديه إخوة، لأنني ليس لدي أخ أو أخت، وأفكر في هذا الأمر باستمرار، وأشعر بالحزن لعدم وجود إخوة، وأيضا ليس لدي صديقات، وهذا يؤثر علي، والأقرباء تخلوا عني بعد أن كنا مثل الأخوات! وهذا أثر علي جدا، وأنا الآن لا أعلم هل لهذا تأثير على صحتي؟

أشكركم كل الشكر، وأنتظر ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وصفت حالتك بدقة ممتازة، وكل التفاصيل المطلوبة التي تساعد في التشخيص قد وردت في رسالتك، وأنا حقيقة سررت جدا لمقابلتك مع هذا الطبيب، والأسئلة التي سألك إياها كلها أسئلة مناسبة، وأعتقد بصدق وأمانة أنه طبيب جيد.

لذا يجب أن تثقي في كل ما قاله لك، ولا تذهبي إلى طبيب آخر، وأنا أقول لك: إن هذه الأعراض التي وردت في رسالتك تدل على أنك تعانين من قلق نفسي، والقلق النفسي تختلف أعراضه من شخص إلى آخر، فهذه الأعراض قد تكون أعراضا جسدية مختلفة، مثل الشعور بالتقلصات والآلام الجسدية والتنميل وهكذا، هذا نشاهده كثيرا.

هنالك أعراض نفسية منها الشعور بالضيقة، الشعور بعدم الارتياح، الملل، ومن الأعراض الجسدية أيضا تسارع ضربات القلب، هذه من الأعراض الرئيسية جدا في حالات القلق النفسي.

إذا ما تعانين منه هو قلق بسيط، وأوصيك بمحاولة تجاهله، سأصف لك دواء بسيطا أسأل الله أن ينفعك به، وهو مضاد للقلق ومحسن للمزاج. يعرف هذا الدواء تجاريا باسم (فافيرين، Faverin) وعلميا باسم (فلوفوكسامين، Fluvoxamine)، والجرعة المناسبة لك هي خمسون مليجراما. لذا، أرجو الحصول على الدواء والبدء بتناوله بهذه الجرعة - أي خمسين مليجراما - ويفضل تناوله في المساء بعد الطعام.

استمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وهذه مدة ليست طويلة أبدا، بعد ذلك خفضي الجرعة بمعدل حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أنا على ثقة كاملة أن هذا الدواء سوف يزيل عنك -بإذن الله تعالى- كل هذه الأعراض التي تعانين منها، والدواء لا يسبب الإدمان، كما أنه لا يؤثر أبدا على الهرمونات النسوية، فأرجو أن تطمئني لذلك.

بجانب تناول الدواء، أنا أريدك أن تبني صورة إيجابية عن نفسك، مهما كانت هنالك سلبيات في الحياة فلا شك أنه لديك إيجابيات كثيرة في حياتك، لذا اطردي هذه الأفكار السلبية المشوهة عن نفسك.

الحياة جميلة وطيبة والمستقبل -إن شاء الله- مستقبل مشرق، وأنتم أيها الشباب والشابات يجب أن تكون هذه هي نظرتكم ورؤيتكم ورسالتكم نحو الحياة.

أوصيك بممارسة أي نشاط رياضي مناسب للمرأة المسلمة، فالرياضة تساعد في التخلص من الطاقة السلبية وتعزيز المشاعر الإيجابية، ومن المهم أيضا توسيع دائرة علاقاتك الاجتماعية بحضور الدروس والمحاضرات والانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن، حيث ستجدين صحبة طيبة، فالإنسان كائن اجتماعي، وعندما يفتقد هذا الجانب، قد يعاني من الفراغ والضيق النفسي.

وأنا أتفق تماما مع الطبيب في تشخيصه، والدواء الذي وصفه لك أعتقد أنه شيء من الفيتامينات وليس أكثر من ذلك، وأنا أقر استعماله، ولكن لا شك أن الفافرين هو الدواء التخصصي الذي سوف يفيدك كثيرا -بإذن الله-، مع ضرورة الالتزام بالإرشادات المصاحبة أيضا.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات