السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ فترة طويلة من ألم متكرر فوق الثدي الأيسر، يصاحبه أحيانا شعور بالحرارة في نفس المنطقة. كما أشعر بألم شديد في الكتف الأيسر يمتد إلى الذراع بالكامل، ويترافق أحيانا مع تعرق في اليد اليسرى، وضيق في التنفس.
الإجراءات الطبية المتخذة:
قمت بزيارة طبيب عام، حيث أجرى فحصا باستخدام السماعة الطبية، وقياس الضغط والوزن. أخبرني بأن قلبي سليم، وأن السبب يعود إلى وزني النحيف، وشخص الحالة على أنها التهاب أعصاب. وصف لي مرهما مسكنا وحبوب فيتامينات لتغذية أعصاب الكتف، لكن الألم ما زال مستمرا، خاصة عند رفع الأشياء باليد اليسرى، أو الجلوس لفترات طويلة في السيارة.
كما زرت طبيب باطنية وأجريت أشعة للثدي، وكانت النتيجة سليمة -ولله الحمد-.
الوضع الحالي:
أنا حامل في الشهر السادس، وزني قبل الحمل كان 42 كجم، وحاليا 47 كجم، وطولي 157 سم، أشعر أحيانا، عند الاستلقاء على الظهر، بنبضة قوية في أعلى الصدر من الجهة اليسرى، وكأن شيئا يمتد من القلب، يتبعها نبضة قوية تستمر لثانية ثم تزول، عندما أشعر بذلك، أغير وضعيتي بسرعة، مما يوقف هذا الشعور.
الاستفسارات:
1. هل يمكن للسماعة الطبية أن تحدد سلامة القلب بشكل دقيق؟
2. ما سبب الشعور بنبضة واحدة قوية تحت الرقبة أو في ما حولها، والذي أشعر به في جسمي كله؟
3. ما سبب الشعور أحيانا بفقدان التوازن، وكأن رأسي يذهب للوراء؟
أرجو منكم توضيح الحالة بشكل عام، وتقديم النصائح اللازمة.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد ذكرت أن الألم يزداد مع رفع الأشياء ومع الحركة، وإذا أردنا أن نتعرف إلى الأشياء التي يمكن أن تسبب هذه الآلام في منطقة الصدر والكتف، ومن ثم قد يكون أحد هذه الأسباب هو السبب في هذه الآلام، وهناك شيء مهم وهو أن الفحص الطبي ضروري جدا؛ لأنه يعطينا معلومات كبيرة حول النبض في الطرف، وحول وضع الكتف، وما يزيد الألم من وضعيات معينة للكتف.
- إذا كان الألم يزداد مع حركة الكتف، وفي وضعيات معينة للكتف، فعندها الفحص الطبي يفيدنا إن كان الألم مصدره الكتف، كالتهاب الوتر، وهذا يسبب ألما مع حركة الكتف في أوضاع معينة، ويخف الألم مع عدم حركة الكتف.
- إذا كان الألم في منطقة الصدر، فمن الأسباب هو ما يسمى بترهل الصمام الميترالي (الصمام التاجي)، وهو يسبب ألما في الصدر وخفقانا، وأحيانا ضيقا في النفس، وعادة ما يستطيع الطبيب سماع أصوات معينة أثناء السماع، وهذا يجيب على سؤالك أنه: هل يمكن للسماعة الطبية أن تحدد سلامة القلب بشكل دقيق؟
والجواب: أنه إن كان طبيب قلب؛ فهو يستطيع أن يتأكد إلى حد كبير أن صمامات القلب سليمة بالسماع، وللتأكد من ذلك يقوم الطبيب بعمل صورة للقلب بالإيكو.
- من المهم فحص النبض حتى نتأكد أن الدم يصل بشكل جيد إلى الطرف العلوي، فهناك مرض يمكن أن يسبب ألما بالشكل الذي تعانين منه، وخاصة مع الحركة، ويكون هناك ضعف في النبض، وهذا يكون سببه التهاب في الأوعية، ويسمى مرض تاكاياسو، ويستطيع الطبيب فحص النبض في اليدين، وقياس الضغط، والسماع إلى الأوعية في الرقبة، فإن كان هناك نفخة في الأوعية، فعندها يمكن عمل بعض الفحوصات التي تساعد على الوصول للتشخيص.
- أحيانا يكون ألم الصدر بسبب عضلات الصدر، وتزداد الآلام مع الحركة.
لذا؛ فالفحص الطبي مهم جدا، وأهم شيء بالنسبة لك هو موضوع القلب والأوعية؛ لأن الأمور الأخرى التي تسبب الألم لن تسبب أي مشكلة سوى الألم، وهذه ليست مشكلة بالنسبة للحمل.
أما سبب النبضة التي تتكلمين عنها، فأحيانا يكون هناك حركات في عضلات الصدر والتي يمكن أن تشبه ضربة القلب، وإن كان هناك آلام في عضلات الصدر فقد تزداد الأعراض مع الاستلقاء، وقد يحس المريض بتمدد في عضلات الصدر المتقلصة أثناء الاستلقاء.
أما سبب انحناء الرأس للخلف والشعور بالسقوط؛ فإن كان يترافق مع الشعور بعدم التوازن فيجب قياس الضغط في عدة وضعيات؛ لكي نتأكد من عدم انخفاض الضغط في وضعيات معينة.
أرى أن تراجعي طبيب القلب أولا، فإن كانت الأمور طبيعية عندها تراجعي طبيبا مختصا بأمراض الروماتيزم.
والله الموفق.