الدوار وعدم الاتزان في التجمعات..هل هي فوبيا أم مشكلة أخرى؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في جهودكم الطيبة.

استشارتي بخصوص الدوار والدوخة، أو بالتحديد ما أشعر به هو عدم اتزان، فعلى سبيل المثال: عندما أذهب إلى مناسبة كعزاء أو فرح، وأقوم بالسلام على الناس، أشعر بعدم الاتزان سواء في بداية السلام أو وسطه أو نهايته، فأضطر حينها إلى التركيز جيدا حتى لا أفقد توازني، وأحيانا أخرى أشعر بالدوار أو عدم الاتزان عندما أكون وسط مجموعة من الناس، وفي مكان يعج بالضجة، كحفلة شباب مثلا.

أتساءل عن سبب هذه الأعراض التي تنتابني، هل يمكن أن يكون الأمر مرتبطا بنوع من الفوبيا، أو القلق الاجتماعي، أم له أسباب أخرى؟

أرجو إفادتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الشعور بالدوخة وفقدان التوازن حينما تكون في مواجهة الآخرين، حتى وإن كنت مع مجموعة من الشباب الذين تعرفهم، يشير -من وجهة نظري- إلى وجود درجة بسيطة وخفيفة من الخوف، أو الرهاب الاجتماعي، أو ما أسميته أنت: بالفوبيا.

والاحتمال الآخر هو أنه ربما يكون قد حدث لك التهاب فيروسي في الأذن الداخلية، أو في جهاز التوازن، وكان هو السبب الرئيسي للشعور بفقدان التوازن هذا، ومن ثم أصبحت هذه النوبات تأتيك متزامنة مع التفاعل الاجتماعي، والذي يتطلب شيئا من القلق البسيط لينجزه الإنسان إنجازا جيدا، أعني أن التفاعل مع الناس يحتاج لليقظة والاستعداد، وهذا في حد ذاته يسبب القلق والخوف لدى بعض الناس.

إذا من وجهة النظر النفسية، أقول لك: إن هذه الحالة نفسية بسيطة، وقلق المخاوف يأتي في صور كثيرة في هذا الزمان، وأفضل وسيلة لعلاج القلق أيا كان هو التجاهل أولا، والمواجهة.

فالذي أدعوك إليه -أيها الأخ الكريم- هو أن تتجاهل هذه الأعراض، وكن متيقنا أنك -إن شاء الله- لن تسقط، ولن تفقد توازنك، فالذي يحدث هو مجرد شعور بفقدان التوازن والدوخة، وليست بدوخة حقيقية، وليس بفقدان توازن حقيقي، أي أنه ليس له أي منشأ عضوي.

عليك أن تكثر من تعريض نفسك للمواقف الاجتماعية، وتحية الناس والسلام عليهم، وأن تنتبه بكل مشاعرك وحواسك حين تلتقي بالآخرين، وتسلم عليهم.

وأرى أيضا أن ممارسة الرياضة ستكون جيدة، خاصة رياضة المشي، كذلك تطوير مهاراتك الاجتماعية بصفة عامة سيكون مفيدا لك، وهذا يتأتى من خلال الإكثار من اللقاءات مع الآخرين، وأن تكون في الصفوف الأمامية.

وعليك أن تبرز نفسك كإنسان واثق من نفسه، وهذه تأتي بالتدريب وبناء الفكر الإيجابي، والصورة الجيدة عن الذات، وعدم التقليل أو احتقار الامكانيات الذاتية، هذا أمر مفيد في التنمية البشرية، ومفيد لزوال أعراض الفوبيا بصفة عامة.

إذا كنت تحس بأي نوع من الرعشة البسيطة، والتعرق البسيط، أو تسارع ضربات القلب، هنا أقول لك أيضا: إن ممارسة تمارين الاسترخاء ستكون مفيدة لك، وهذه التمارين لها عدة أنواع وأشكال وطرق لتطبيقها، أفضلها ربما يكون التنفس المتدرج.

ولتطبيق تمرين التنفس المتدرج: وأنت جالس في مكان هادئ خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، ويجب أن تكون مركزا في هذه اللحظات وتتأمل في شيء أو حدث سعيد حدث لك، بعد أن يمتلئ صدرك بالهواء أمسكه قليلا في صدرك، ثم أخرجه عن طريق الفم ببطء شديد وقوة، كرر هذا التمرين بمعدل خمس مرات متتالية، حسب ما تستطيع في أثناء اليوم.

سيكون أيضا من الجيد أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المفيدة في علاج القلق والمخاوف، الدواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، ويسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وله مسميات أخرى حسب الدولة التي ينتج فيها الدواء.

جرعة البداية هي 25 ملغ يوميا، يفضل تناولها في المساء بعد الأكل، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ولمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وهذا من أفضل الأدوية التي تعالج الفوبيا بجميع أنواعها، خاصة الخوف الاجتماعي، وهو سليم وغير إدماني ومفيد وفعال.

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيرا على التواصل مع استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات