بعض الاستفسارات حول دواء البروزاك

0 670

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

إلى الأخوة الأطباء والمعالجين والمختصين في الشبكة الإسلامية.

أستحلفكم بالله! هل لتناول البروزاك آثار جانبية؟ وهل يسبب الإدمان؟ وهل تناوله لمدة طويلة يضر؟ وهل يوصف لغير علاج الوسواس؟ وهل لتناول الرزبريادون نفس الأضرار التي ذكرتها آنفا؟ هل هذه الأدوية تضر بالدماغ؟ وهل ممكن أن تتطور حالات الوسواس والأوهام المتعلقة به إلى ذهان؟ وهل يستخدم الرزبريادون لعلاج الوسواس؟ وهل صحيح كما يقال: إن الرزبريادون هو فقط للذهان؟ وهل له استعمالات أخرى؟ وهل هناك علاقة بين الوسواس والقلق، والوسواس والمخاوف، والوسواس والشكوك والظنون؟ وهل ممكن أن تتطور الحالة إلى ذهان؟

ادعوا لي بالشفاء، وأرجوكم أخبروني هل حياتي بخير؟

انصحوني، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونتقدم لك بخالص الشكر والتقدير والعرفان على ثقتك في هذا الموقع، ونؤكد لك أن هذا الموقع منهجه الأول هو الصدق والأمانة وإطلاع الناس على الحقائق، هذه الخدمة ربطت نفسها بالقيم الإسلامية، ولا يمكن إلا أن تكون منارة للحقيقة وتمليك الحقائق العلمية.

فإن البروزاك - أو الذي يعرف علميا باسم فلوكستين FLUOXETINE – والذي تنتجه شركة (ليلي) الأمريكية، والتي بدأ إنتاجه عام 1988، أقول لك: إن هذا الدواء قد غير حياة الناس، وقد أفاد الناس كثيرا، وهذا الدواء لا يسبب أي نوع من الإدمان، ونحن حينما نتحدث عن الإدمان نعني أن انسحاب الدواء يشعر به الإنسان كفقد عظيم، كما أن الدواء لا يؤدي فعاليته إلا إذا زيدت جرعته من وقت لآخر، هذه هي الأسس الرئيسية للإدمان، وهذه السمات ليست موجودة مطلقا في البروزاك، وأنت تعرف أن البروزاك يمكن الحصول عليه من الصيدليات دون أي وصفة طبية في جميع الدول، وفي المقابل الأدوية الإدمانية والتعودية عليها ضوابط قوية جدا، وحتى بعض الأدوية النفسية غير الإدمانية لا تصرف إلا بوصفات طبية وتحت ضوابط معينة.

تناول البروزاك لمدة طويلة لا يضر أبدا، وأنا أعرف من يتناولون هذا الدواء لمدة عشرين عاما دون أي مشكلة، هم سعداء ومنشرحون ومرتاحوا البال بفضل الله تعالى، ولم تحدث لهم أي آثار أو أضرار جانبية.

أما سؤالك: هل يوصف البروزاك لغير علاج الوساوس؟ نعم، البروزاك في الأصل أتى لعلاج الاكتئاب النفسي، ثم اتضح أنه علاج ممتاز لعلاج الوساوس القهرية، والجرعة التي تستعمل لعلاج الوساوس دائما هي أكبر من الجرعة التي تستعمل لعلاج الاكتئاب النفسي، كما أنه اتضح أنه علاج جيد جدا للقلق وكذلك للمخاوف، وهو أيضا يفيد في الاكتئاب الذي يسبق الدورة الشهرية لدى النساء، كما أنه دواء ممتاز لعلاج اضطرابات الشهية العصابية، وكذلك يستعمل في علاج الاندفاعات والنزعات السلبية.

أما بالنسبة للرزبريادون، ليس له أي أضرار، وهو ليس من الأدوية الإدمانية على الإطلاق، وأرجو أن تقتنع بذلك أيها الفاضل الكريم، الرزبريادون هو عقار في الأصل يعالج الأمراض الذهانية، خاصة مرض الفصام ومرض الهوس، كما أنه اتضح أنه مثبت لا بأس به بالنسبة لاضطرابات المزاج، الرزبريادون لا يسبب أي نوع من الإدمان، ويستعمل لعلاج الوساوس كعلاج مدعم وليس كعلاج أساسي، وهنا نعطيه بجرعة صغيرة.

هذه الأدوية لا تضر بالدماغ، بل تنظم فعالية وعمل وكيمياء الدماغ، هي ليست مضرة، هي مصلحة ومفيدة، وأرجو أن تقتنع بذلك، وهي من نعم الله علينا.

الرزبريادون كما ذكرت لك يستعمل بجرعات صغيرة كعلاج مدعم في علاج الوساوس القهرية، وليس صحيحا أن نقول: بأن الرزبريادون هو فقط للذهان، ولكن هو من المضادات الأساسية لعلاج الذهان.

هنالك علاقة قوية جدا بين الوسواس والقلق، والمخاوف، والوساوس، والشكوك، هذه كلها تأتي تحت مرض القلق النفسي، الوساوس قلق نفسي ذو طبيعة خاصة، والقلق هو أيضا قلق نفسي ذو طبيعة خاصة، والمخاوف أيضا من صميم القلق.

أما الشكوك والظنان فلا علاقة لها بهذه الأمراض، وهي إن كانت قوية وشديدة تأتي تحت الأمراض الظنانية أو الأمراض الذهانية أو العقلية.

الشكوك البسيطة ليس من الضروري أن تتطور أبدا إلى حالة ذهانية، ولكن إذا كانت الشكوك والظنون قوية، وجعلت الإنسان غير مستبصر وغير مرتبط بالواقع، فهي لا شك إشارة واضحة على أنه يعاني من مرض ذهاني.

نرجو أن نكون قد أوضحنا لك المطلوب، ونقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات