كيفية الزواج من امرأة ثانية مع الحفاظ على استقرار الأسرة

1 1006

السؤال

أنا رجل متزوج من امرأة صالحة، ولدي من الأبناء ثلاثة، وحياتي الأسرية مستقرة ولله الحمد، كما أتمتع بوضع اقتصادي ومالي جيد، في الآونة الأخيرة أحببت امرأة صالحة إن شاء الله واتفقنا مبدئيا على الزواج، إلا أنني حرصت على عدم ظلم زوجتي الأولى أو هز استقرار أسرتي، وأرغب بمساعدتي في الوسائل والطرق التي تعينني على إقناع زوجتي وأهلي بفكرة زواجي الثاني، مع اعتقادي بأن لدي الإمكانية بعون الله على العدل بين الزوجتين، هل أستطيع أن أسمع منكم عددا من الأفكار أو من تجارب الغير في هذا الموضوع.. أرجو الإفادة وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،،،

بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لك في زوجتك وأولادك ودينك وأهلك واستقرارك ومالك، وألا يفرق بينكم أو يعكر صفوكم، وأن يجعل حياتكم دائما في استقرار وسعادة وزيادة وتقدم وأمن وأمان.. آمين..

أخي بو يوسف: لا يخفى عليك أن مشروعك هذا رغم أنه مطلوب شرعا وعرفا نظرا لكثرة العوانس وتوفر القدرة والوسائل على تحقيقه وإنجاحه، إلا أنه أصبح من الأمور المنبذوة حتى أوصله البعض إلى درجة الحرام ظلما وعدوانا من عند أنفسهم، وذلك نظرا لقلة المقبلين عليه، ولما للإعلام من دور هام في بث كراهيته والنفور منه، حتى أصبح أهون على بعض النساء أن يزني زوجها ولا يتزوج عليها، وللأسف هذه نظرة عامة عند جميع النساء حتى ولو كن ملتزمات صالحات كلهن يقلن: إلا التعدد!!
وكأنه منكر من المنكرات عياذا بالله، لذا لا بد لك أن تحزم أمرك وأن تنظر واقع حياتك، فإن كان لديك الاستعداد لمواجهة ما قد يترتب عليه من آثار فلا تستشر أحد وامض على بركة الله، والله معك، وأنت أعلم الناس بنفسية امرأتك وبكيفية مصالحتها وإرضائها، فإن كانت من النوع اللطيف الرجاع الذي إن ذكر بالله تذكر، وإن خوف به خاف وخشع، وأنها ليست من النوع الحاد العنيد العنيف، فلمح لها بداية وأعرض الأمر كما لو كان لغيرك، وأكثر من طرقه لفترة من الزمن، ثم فاتحها برغبتك، وأن هذا ليس انتقاصا لها ولا تقليلا من شأنها، وإنما هو إحياء للسنة وإعانة لامرأة مسلمة على العفاف والستر، وأن لها في ذلك أجرا عظيما، وأنها ستظل عندك المحظية الأولى رفيقة الدرب أم العيال، إلى غير ذلك من الكلام الطيب، وتبين لها أنه كان بمقدورك أن تتزوج بدون علمها، وأن تضعها أمام الأمر الواقع، ولكنك لم ترض لها هذا الأسلوب لمكانتها عندك وتقديرك لمشاعرها، فإن وافقت تكون هذه نعمة الله أنعم بها عليك شريطة أن تكون الأخت الجديدة تستحق هذه التضحية فعلا.

وإن كنت أنا شخصيا أتعجب كيف يكون هناك حب بين رجل صالح وامرأة صالحة بعيدا عن الزواج والرباط الشرعي، وكيف يسمح رجل صالح لنفسه أن يحب امرأة ويتكلم معها وهي ليست له بزوجة ولا ذي رحم ؟

عموما هذا هو الطريق الأول، والذي يسلكه من لديه القدرة على إقناع زوجته، وأنها من النوع الذي يمكن التأثير عليه بالحق والشرع، وأنها مأمونة العواقب.

وهناك الطريق الثاني، وهو إنهاء كل شيء والدخول بالمرأة الجديدة بدون علم الزوجة، وبعد أيام سوف تكتشف هي بنفسها هذا الزواج، وهنا ستكون فعلا أمام الأمر الواقع، والغالبية من النساء يسلمن في هذه الحالة بعد فترة من الزمن فيها من حرب الأعصاب والهجر والخصام ما الله به أعلم، ثم تعود الحياة إلى مجاريها مع شيء من الكدر بين الحين والآخر.

وأعرف كثيرا من الرجال فعلوا هذا الشيء وفضلوا هذا الطريق وتحملوا الآثار المترتبة لقناعتهم بأن هذا حق شرعي لا يجوز للمرأة أن تتحكم فيه، أو أن تحرم الرجل منه خاصة إذا كان قد تعرف على امرأة -كما تفضلت- وتعلق قلبه بها وخاف ضياعها أو الوقوع في الحرام.

فأهل مكة -أخي بو يوسف- أدرى بشعابها، وإن كنت أنا شخصيا أفضل لك ولمثلك التعدد ما دام لديكم القدرة على العدل الشرعي والإنفاق والمعاشرة.

مع تمنياتي لك ولأمثالك بالتوفيق في تلك الحياة الجديدة، وأن يعينك على تحقيق مشروعك الشرعي الهام.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات