توبة رجل ضرب الخادمة التي تعمل في البيت

0 481

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته!
إن حالتي النفسية محطمة جدا لأني قمت بضرب الخادمة الموجودة عندنا في البيت، ورفعت صوتي على أبي وأمي، وتركت البيت لمدة خمسة أيام لأسباب معينة وهو فعل غريب مني لأني والله يضرب بي المثل بين شباب العائلة.
ولكن الحمد لله سامحوني أبي وأمي على ما فعلت وغفروا لي وتبت إلى الله مما فعلت.
فماذا أفعل تجاه تلك الخادمة مع العلم أني قمت بالسلام عليها وراضيتها، أنا أعيش الآن في أجواء طيبة مع أهلي ولكني في حالة نفسية لا أحسد عليها، وأشعر أني أصبحت مكروها وغير مرغوب في وجودي.
أرجوكم أن تفيدوني بأسرع وقت. وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني العزيز! حفظك الله وسدد خطاك، وبلغك منازل رضاه، واسأله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياك على البر بالوالدين والإحسان للناس، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

الحمد لله الذي وفقك للتوبة، فالتوبة تمحو ما قبلها، وهنيئا لك برضى والديك عنك، ونحن ندعوك لمزيد من البر والإحسان إلى والديك؛ لأن رضى الله في رضاهما.

وعليك أن تتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا رضيت الخادمة وسامحتك فلا شيء عليك، واحرص على عدم العودة لمثل هذه التصرفات، وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، واعلم أنه سبحانه أقدر عليك منك على هذه الخادمة.

واحرص على طاعة الله واسأله الثبات، وتوجه إليه فإنه لا يهدي لأحسن الأخلاق إلا هو، ولا يصرف سيئها إلا هو سبحانه .

ولا تقف عند الخطأ وتتحسر، ولكن تذكر أن الحسنات يذهبن السيئات، ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، واعلم أن لو تفتح عمل الشيطان الذي يريد أن يشوش عليك ويحزنك، وسوف ينصرف عنك هذا العدو بذكرك لله وحرصك على طاعته سبحانه وتعالى.

وإذا صدق الإنسان في توبته وأخلص في رجوعه إلى الله (( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ))[الفرقان:70] وحق لك أن تسعد بحرصك على الخير، وابشر بمغفرة الغفور الذي يقول: (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ))[طه:82] فعليك أن تستقيم على درب الطاعات.

واحرص على مجالسة الأخيار؛ فقد يتأثر الإنسان بتصرفات بعض الأصدقاء الأشرار، واعلم أن بر الوالدين تجارة في الدنيا وله أحسن العواقب في الآخرة .

أسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يزيدك حرصا وتوفيقا، والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات