كيفية التخلص من الاستجابة للغضب والعصبية

0 359

السؤال

أنا مشكلتي أني أحاسب نفسي كثيرا، ولا أطبق إلا القليل، أقول لنفسي لن أفعل هذا الشيء مرة أخرى! وأعود لعمله.

أحب أهلي، ولكنني أغضب بسرعة، وأرفع صوتي وأبكي عندما يقولون شيئا، وتصيبني حالة هستيرية، مع أني قد تحسنت عن ذي قبل.

وأجد نفسي صامتة، أو لا دخل لي بأحد في العمل، وإذا جرحني أحد، أكظم غيظي إلى أن أنسى وأعفو، أو أكره الشخص الذي أساء إلي، حتى إني أريد أن أدافع عن نفسي فلا أستطيع، أتمسك بقول: (فلتقل خيرا أو فلتصمت) في نفسي، ثم أسكت، بعكس وجودي في المنزل، أنسى كل المبادئ التي أربي نفسي عليه، أو أحاول تغييرها إلى الأحسن، أشعر بالذنب والحزن لما أفعله، ولكن لا أعرف كيف أسيطر على نفسي! حتى أهلي يشتكون من حالتي.

أرجوكم أنصحوني؛ لعل نصحكم يفيدني، أو يبعدني من هذاالتصرف الذي طالما كرهته!

وجزاكم الله ألف خير على جهودكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اعلمي -أختي أمل- أن شعور أي فرد بالتعاسة والحزن يجعله يميل نحو اكتشاف الأخطاء في كل ما يجري حوله من أمور، غير أن تواجد المعنويات المرتفعة تجعله يندفع في الانغماس في التفكير السلبي، وفي محاولة تصيد الأخطاء.

إن الانغماس في اقتناص الأخطاء سيحولك إلى شخصية بائسة سلبية، وأنا لا أقول لك: لا تصححي الخطأ إذا رأيته، ولكن يجب أن تكون لديك الحكمة في التعامل مع الغير، كوني بمثابة الطبيب الذي يعالج المرض بالابتسامة ويخفف من وطئته، لم الغضب والنرفزة والأمر يحتاج إلى هدوء وطول بال؟

إن القسوة والشدة والتعجل في حل أي مشكلة، أو في مناقشة أي موضوع لا تجدي نفعا، والمهم في الأمر هو المبادرة في استيعاب ضعف الآخر بدلا من عقابه أو رفع الصوت في وجهه، ألم تسمعي إلى حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له يا رسول الله! دلني على عمل يدخلني الجنة، قال : (لا تغضب).

واعلمي أن الغضب يؤدي بك إلى العجب والمزاح والغدر وشدة الحرص على فضول المال والجاه، وعند الغضب يتأثر القلب واللسان والجوارح، فحاولي البعد عن الغضب بكثرة الاستغفار وذكر الله تعالى؛ لأن الغضب من الشيطان.

تعلمي أن تدفعي الأمور بالتي هي أحسن؛ لأن الكلمة الطيبة واللمسة الحانية لها الأثر السحري في النفوس، فهي تحول العنيد إلى وديع، وتقلب العداوة إلى محبة، والسيئة حسنة، والمعاملة الحسنة تعتبر من الأساليب الإقناعية الناجحة؛ لما لها من أثر جيد في لين الطرف الآخر وإقناعه، فهي تدخل شغاف القلوب وترققها، وتعمق المشاعر، وترطب الفكر، وترضي السمع وتشد الانتباه، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه).

وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات