حالة النفور بين الزوجين بسبب بعد الزوج وتأخره اليومي خارج البيت

0 360

السؤال

السلام عليكم.

إنني فتاة من لبنان، تزوجت من شاب أردني، هأنا اليوم أسكن في الأردن ولدي عدة مشاكل: أنني لا أستطيع التأقلم مع الناس في هذا البلد، زوجي يخرج إلى العمل في الصباح ويعود في المساء متأخرا جدا حوالي الساعة 3 صباحا، وعليه فإنني لا أراه، حتى يوم الإجازة فإنه يقضيه في النوم، لقد حاولت أكثر من مرة لتنبيهه حول هذا ولكن كله بلا فائدة، وأنا أشعر بحالة كآبة حادة كما أشعر بأن هناك فجوة كبيرة بيني وبينه إلى حد أنني بدأت أفقد كل أحاسيسي تجاهه، وينتابني شعور دائم أنني لست بحاجة إليه، فأنا طوال الوقت بمفردي منذ عودتي من العمل إلى المنزل وحتى اليوم التالي.
كما أنني أفكر بأن أترك له البيت وأرحل عند أهلي حتى يحسن سلوكه، فلقد شرحت له أكثر من مرة أني كل ما أطلبه هو أن يكون بجانبي يوم الإجازة، وتخيلوا أنه بدأ يتعامل معي بأسلوب غريب وكأنه ليس مسئولا عن أي شيء، فعندما أطلب شيئا للمنزل، فإما يقول: اطلبي من فلان أو علان إحضاره لك.
وأستطيع أن أقول أنه لا يقترب لجانبي إلا إذا كانت لديه رغبة جنسية، ولكن أنا بعد كل هذا فقدت كل المشاعر حتى إنني لا أرغب بمعاشرته. أرجو منكم مساعدتي لأنني لا أستطيع أن أحتمل أكثر من هذا، وهل من الجيد أن أترك المنزل؟ وكيف أتخلص من حالة الكآبة لدي؟ كما أرجو تزويدي بالمكان الذي أستطيع من خلاله أن أجد إجابتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Farah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يصلح بالكم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أرجوه منك مزيدا من الحوار والتفاهم مع زوجك، ومحاولة إقناعه بحاجتك الشديدة إليه، وأن يكون معك وبجانبك يوم العطلة على قدر استطاعته، وأشعريه بحاجتك الشديدة إليه، ورغبتك في أن يكون معك، وأنك تأنسين به، ومثل هذا الكلام الطيب الرقيق الذي تجيده أي امرأة ترغب في قرب زوجها منها وشدة تعلقه بها، ودوام التفاهم بينهما، وأحب أن أقول لك أختي فرح: كم أتمنى ألا يضحك عليك الشيطان، ويدفعك إلى النفرة من زوجك أو التقصير في حقه أو إهماله، بحجة أنه لا يعيرك أي اهتمام، وأنه لا وقت لديه لك…وغير ذلك من الوسائل التي يفسد بها ما بينكما، وأرجو أن تلتمسي له العذر ما دام ليس منحرفا، ولا يضيع وقته مع غيرك، ولكن بشيء من التفاهم يمكنك انتزاع المزيد من الوقت والحب، فحاولي وأنا واثق من قدرتك على ذلك، فمثلك لن تعدم وسيلة جذب زوجها إليها، وأهم شيء في ذلك سلاح التجمل والاستعداد الدائم والتام لاستقباله، حتى وإن جاء متأخرا، وأن يكون تفاهمك وحوارك معه ليس بصيغة الأمر أو النقد أو توجيه الأوامر؛ لأن هذا أسلوب لا ينفع مع الزوج، وأن الأسلوب الرقيق الحنون الدافئ الهادئ له عمل السحر في نفوس الرجال، فعليك بذلك، وأنا واثق من قدرتك على ذلك، ومن أثر هذا الأسلوب في تغيير سلوك ومشاعر زوجك تجاهك، فحاولي وأعط نفسك فرصة كافية لمساعدة زوجك، ولا تفكري في أي حل آخر خلال هذه الفترة، فإن لم تأت هذه الطريقة بالنتيجة المطلوبة، فعندها اكتبي إلينا، ونحن عندها سنساعدك بالحل المناسب إن شاء الله، مع وصيتي لك بالدعاء لزوجك بصلاح حاله، وزيادة حبك في قلبه، وأن يصلح الله ما بينكما، وأن يديم عليكم نعمة الزوجية، وأن يهديكم ويصلح بالكم.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات