التعرق الزائد عند مواجهة الآخرين..كيف أتخلص منه؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت أن أستفسر عن مشكلة تؤرقني كثيرا، وهي التعرق الزائد عند مواجهة الآخرين، مع العلم أن التعرق يحدث بشكل لا إرادي، ولا يوجد أي شعور بالخوف أو الخجل من الموقف، بل هو مجرد خوف طبيعي يشعر به الجميع، ولكن مشكلتي الرئيسية هي التعرق نفسه، وقد أثر ذلك بشكل كبير على نفسيتي.

وأود أن أذكر أنه منذ فترة كنت أتعاطى الحشيش، وبعد أن أقلعت عنه، وبعد مرور سنتين على تركه، واجهت أعراضا انسحابية، من بينها الخوف والوساوس والقلق، واختفت هذه الأعراض بعد فترة من الزمن، استمرت نحو ستة أشهر، لكن التعرق لا يزال هو المشكلة الرئيسية التي أواجهها الآن.

ذهبت منذ فترة ليست ببعيدة وأجريت حقن البوتوكس، والآن مرت (7) أشهر على ذلك، ولكن حتى الآن لا يزال التعرق يحدث معي، سواء عند مواجهة الآخرين، حتى وإن كان شخصا بسيطا، أو عند ممارسة الرياضة، أو حتى أثناء التحدث عبر الهاتف.

أرجو من الله ثم منكم أيها الأطباء الكرام أن تساعدوني في حل هذه المشكلة التي تهمني كثيرا، حيث إن لها تأثيرا كبيرا على نفسيتي.

أتمنى أن ألقى الإجابة السريعة، لأن الموضوع يحمل أهمية خاصة بالنسبة لي، وجزاكم الله كل خير، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم، وأثاب الله من قام على هذا الموقع، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المعروف أن القلق والمخاوف وكذلك الوساوس قد يكون لها أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية، الأعراض الجسدية أقل بكثير، وفي حالات القلق تكون الأعراض النفسية وكذلك الأفعال والأفكار هي المسيطرة على الموقف.

أما في حالات القلق العام والمخاوف؛ فإن المكون النفسي -أي الأعراض النفسية-، كثيرا ما يكون القلق أو الضيق أو التوتر أو الخوف داخليا، وربما يكون واضحا جدا، كما أن المكون العضوي أو الجسدي أو الفسيولوجي هو الذي يظهر في شكل تسارع في ضربات القلب، أو تعرق، أو انشداد عضلي، أو انقباضات وآلام في القولون العصبي، أو صداع، أو ألم في أسفل الصدر؛ هذه كلها أعراض جسدية قد تظهر لدى بعض الناس، وليس من الضروري أن تظهر كل هذه الأعراض مرة واحدة.

ومن الأعراض الجسدية التي نشاهدها كثيرا: الرعشة أو الرجفة التي تحدث لبعض الناس خاصة في اليدين.

أنت الآن ليس لديك أي من الأعراض النفسية للخوف، أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، هو نوع من القلق يحدث للناس في فترات المواجهة، ولكن لديك مكون واحد من الأعراض الجسدية التي تحدث مع القلق، وهي التعرق، هذا التعرق الذي تعاني منه من وجهة نظري هو ناتج من القلق الاجتماعي، أو الرهاب الاجتماعي البسيط الذي لديك، ولا يوجد لديك المكون أو الأعراض النفسية الشديدة لأنها مزعجة، وبقي لديك هذا العرض، وهو إفراز العرق بصورة كثيفة في بعض المواقف الاجتماعية، وهذا دليل قاطع أن الغدد العرقية تنشط في هذه المواقف الاجتماعية، وهذا ينشأ من إفرازات كيميائية واستشعارات عصبية تحدث لهذه الغدد العرقية.

وهذا الاستشعار والإفراز الكيميائي بالطبع يأتي من شعور بالخوف والرهبة، حتى وإن كنت لا تشعر به، إلا أنه قطعا موجود، وعلى مستوى العقل الباطني، وقد يكون من النوع المقنع كما يسميه البعض.

وبعض الناس يكون لديهم قابلية واستعداد أكثر لأعراض معينة دون أعراض أخرى، وأنت بالطبع لديك هذا الاستعداد لإفراز العرق.

من الطرق الجيدة للعلاج، هي: أن تكثر من المواجهات، أن تحاول أن تتجاهل هذا التعرق الزائد، أعرف أن ذلك يسبب لك قلقا، لكن المواجهة مهمة، وفي نفس الوقت توجد أدوية جيدة جدا سوف تساعدك كثيرا في اختفاء هذه الظاهرة -بإذن الله-، هناك دواء يعرف تجاريا باسم (أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علميا باسم (كلومبرامين Clomipramine).

أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 25 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 50 مليجراما ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى 25 مليجراما ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة المضادة للقلق والمخاوف، ويعرف عنه أنه أيضا يقلل من إفراز العرق في مثل حالتك، وبجانب (الأنفرانيل) هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) صباحا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

أنا بالطبع سعيد جدا، ونحمد الله أنك أقلعت عن تناول الحشيش، هذا المخدر الذي نعتبره من أسوأ أنواع المخدرات؛ لأنه يؤدي إلى آثار جانبية كثيرة على النفس وعلى الجسد.

والإنسان الذي يقلع ويتوقف عن الحشيش سوف ترجع أجهزته العضوية إلى العمل بصورة طبيعية، وذلك مع مرور الوقت، والخوف والوساوس والقلق -الحمد لله- انتهت، وأعتقد أن الدواء الذي وصفته لك سوف يساعدك حتى وإن كانت هنالك أي بقايا من هذه الأعراض، كما أنه سوف يساعدك في مشكلة التعرق، فواصل في الرياضة، وواصل من تفاؤلاتك وتواصلك الاجتماعي، وليكن لك حضور، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات