السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، وما زال حتى الآن يقضي حاجته على نفسه، سواء البول أو البراز.
وعندما استشرت الطبيبة المتخصصة في الطب النفسي والعصبي، أفادت بأنها لا تستطيع وصف أي علاج له قبل بلوغه سن الخامسة؛ لأن الحالة لا تعد مرضا قبل هذا العمر.
ورغم أنني بدأت تعويده على استخدام (القصرية) منذ أن كان عمره سنة -إذ أضعه عليها فور استيقاظه من النوم- إلا أنني لم ألاحظ أي تحسن حتى الآن.
أرجو منكم إرشادي إلى الوسائل والطرق التي يمكنني اتباعها لتعويده على عدم التبول أو التبرز على نفسه.
علما بأنه يعاني من زيادة في كهرباء المخ، ويأخذ دواء "ديباكين" منذ سنة وتسعة أشهر، وقد استقرت حالته -ولله الحمد-، كما أنه يعاني من تأخر في الكلام، ويتلقى جلسات تخاطب وتنمية قدرات منذ أربعة أشهر.
جزاكم الله خيرا، وأرجو منكم الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيما يتعلق بعدم تحكم الأطفال في المخارج، فقد يكون السبب راجعا إلى محدودية في الذكاء أو في القدرات المعرفية للطفل، كما قد ينجم أحيانا عن الإفراط في تدليل الطفل، أو نتيجة لمحاولة الأبوين تعليمه التحكم في الإخراج في سن مبكرة جدا، أي خلال الشهور الأولى من عمره، وهو أمر لا ننصح به.
أيتها الفاضلة الكريمة، يبدو أن ابنك –حفظه الله ورعاه وجعله قرة عين لكم– يعاني من بعض التأخر في النمو المعرفي، خاصة وأن لديه زيادة في كهرباء الدماغ، إلى جانب التأخر في النطق.
أنت لم توضحي مستوى ذكائه بدقة، لكن إن وجدت بالفعل محدودية في الذكاء، فلا شك أنها قد تكون أحد العوامل المؤثرة في عدم قدرته على التحكم في الإخراج، ولا سيما التبرز.
عموما، وبغض النظر عما يعاني منه الطفل، فإن كل إنسان يمكن تدريبه، ويمكن تهيئته، ويمكن تطوير مهاراته وتنميتها، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية بين الأشخاص.
ما أنصحك به هو أن تعودي طفلك الجلوس على (القصرية) بمعدل أربع إلى خمس مرات يوميا، مثلا كل أربع أو خمس ساعات، حتى إن لم يرغب في قضاء حاجته اجعليه يجلس، وقدمي له لعبة، وكوني لطيفة جدا معه.
هذا السلوك سيساعده بإذن الله على الاسترخاء، ويجعل عضلات المستقيم في وضع مريح؛ مما يسهل عملية الإخراج، فالطفل سيتعلم تدريجيا هذا النمط السلوكي، وهو ما يعرف بـ"الارتباط الشرطي"، وحتى إن لم يخرج شيئا، فإن مجرد تعوده على الجلوس واسترخاء عضلاته يعد أمرا مفيدا ومهما جدا.
احرصي دائما على تحفيزه وملاعبته، وتجنبي توجيه الانتقاد له؛ هذا –أيتها الفاضلة الكريمة– من المبادئ الأساسية في التعامل مع مثل هذه الحالات.
أما بخصوص الأدوية، فلا أرى حاجة لها في هذه المرحلة، إذ إنها غالبا غير مفيدة في مثل حالته، صحيح أن هناك دواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل، Tofranil)، ومسماه العلمي (اميبرامين، Imipramine)، يستخدم أحيانا لعلاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، لكني لا أعتقد أنه مناسب في هذه الحالة، ولا حاجة له في هذا العمر، كما أن هذا الدواء لا يساعد إطلاقا في التحكم في إخراج البراز، وربما يساعد قليلا في التبول، ولكن ليس في التبرز.
الطريقة الوحيدة والأفضل هي التدريب السلوكي بالطريقة التي ذكرتها، مع الحرص على ترغيب الطفل وتحبيبه في الجلوس على (القصرية). هذا هو السبيل الأمثل، وهو يتطلب منك الصبر والمثابرة.
والحمد لله أن الطفل يخضع الآن لجلسات تخاطب وتنمية قدرات، وهي بإذن الله ستسهم بشكل كبير في تطوير مهاراته الأساسية.
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.