السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد الأيام، وأنا نائم حوالي الساعة الخامسة صباحا، استيقظت مفزوعا وتوجهت إلى المرآة، ظنا مني أن هناك شيئا في عيني، فبحثت عنه ولم أجده، بعدها أصابني ألم شديد في الصدر والكتف الأيسر واليد اليسرى، وتحول هذا الألم إلى عدم قدرتي على النوم نهائيا، وعند الشعور بالتعب الشديد، كنت آخذ غفوة بسيطة، لكن كان هناك شيء ملح يوقظني بعد فترة قصيرة، ولم أكن أعلم ما هو هذا الشيء، ثم أصبت بحالة من الاكتئاب الشديد، ولم أعد قادرا على الوقوف للصلاة، كما شعرت بحاجة ملحة لترك المسجد، وكانت تراودني أفكار غريبة، تطلب مني الإفطار في نهار رمضان، وكنت أقاومها بصعوبة.
أرجو شرح هذه الحالة، وهل هي طبيعية ومنتشرة؟ وما هو العلاج؟ وهل هناك مواقع مفيدة لعلاج مثل هذه الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حياة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حالة الفزع التي حدثت لك في وقت النوم، هي نوبة نسميها بالاضطراب الفزعي، وتسمى كذلك بنوبة الهلع أو الهرع، وهي حالة قلقية تحدث فجأة، وتكون فعلا مخيفة ومفزعة، والبعض يحس فيها بتسارع في ضربات القلب، وبعض الناس يأتيه ضيق شديد في الصدر، وآلام عضلية هنا وهناك.
هذه هي الحالة التي حدثت لك، وهي دليل على أنك تعاني في الأصل من القلق النفسي، والقلق النفسي يتحين الفرصة ليظهر على السطح، كثير من الناس تكون النواة القلقية لديهم قوية جدا، ولكن لا يشعرون بذلك، وبعد ذلك قد تأتي أحداث بسيطة جدا، أو أحداث كبيرة، وتؤدي إلى ظهور هذه النوبات القلقية، والتي قد تظهر في نوبات خوف أو هلع وهرع، كما حدث بالنسبة لك.
الأعراض التي حدثت لك بعد ذلك: عدم القدرة على الوقوف في الصلاة، وشعورك بهذا الشيء الملح بعد استيقاظك من النوم، والأفكار الغريبة التي تأتيك وتطلب منك الإفطار في نهار رمضان، أو كنت تقاومها، فهذه -أيها الفاضل الكريم- كلها أفكار وسواسية، هذه نوع من الاجترارات الوسواسية التي تأتي للإنسان، ويؤمن الإنسان بسخفها، وقد يجد صعوبة في مقاومتها، والوساوس القهرية هي نوع من القلق النفسي، وطريقة العلاج كالتالي:
1- أرجو أن تفهم أن هذا قلق نفسي؛ لأن الإنسان إذا عرف مشكلته، فهذا يمثل 50% من الحل، والقلق النفسي منتشر جدا، والقلق في الأصل طاقة مهمة جدا للإنسان، لتزيد من استعداده، وتحفزه، ودافعيته وإنتاجيته، ولكن حين يسير مسارات خاطئة، قد يؤدي إلى أعراض مثل التي تعاني منها.
2- أرجو أن تتجاهل هذه الأفكار، بل حقرها، وقاومها، واستبدلها بأفكار مضادة.
3- بالنسبة للذهاب إلى المسجد: لا بد أن تذهب إلى المسجد، وتضيق على الوساوس في هذه الحالة، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
4- أود أن أصف لك علاجا دوائيا؛ لأن الأدوية تساعد كثيرا في مثل هذه الحالات، ومن أفضل الأدوية التي سوف تساعدك دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس CIPRALEX)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام ESCITALOPRAM)، وأنت في حاجة لجرعة صغيرة من هذا الدواء، فابدأ في تناوله على بركة الله بجرعة نصف حبة 5 مليجرام يوميا بعد الأكل، ويفضل تناولها ليلا، استمر عليها لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة 10 مليجرام، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها مرة أخرى إلى 5 مليجرام يوميا، واستمر عليها لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء..، الدواء من الأدوية الفعالة والطيبة والممتازة وهو غير إدماني، ويعرف أنه مفيد كثيرا في مثل هذه الحالات.
5- نحن دائما ننصح بممارسة الرياضة في مثل هذه الحالات؛ حيث إن الرياضة مفيدة جدا.
6- عليك أيضا أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، ومهاراتك في العمل؛ لأن ذلك يساعد على تطوير الذات، والإنسان حين تتطور ذاته سوف يقبلها بصورة أفضل، وسوف يحس بشيء من التواؤم مع نفسه ومع الآخرين.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وبالنسبة للمواقع فتوجد الكثير منها، وقد لا أستطيع أن أحصر موقعا معينا، ولكن يمكنك أن تضع كلمة (الوسواس القهري) وتبحث في أحد محركات البحث الالكتروني، وسوف تجد -إن شاء الله- الكثير جدا المكتوب عن هذه الحالة.
حالتك من الحالات البسيطة، وباتباعك للتعليمات والإرشادات السابقة، وتناول الدواء الذي وصفناه، سوف تشفى من هذه الحالة -بإذن الله-، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.