مشاكل هضمية وآلام مستمرة في البطن، الأعراض والعلاج

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ حوالي عام، كثرت شكواي من آلام في منطقة أعلى السرة، على هيئة مستطيل فوق السرة، وأحيانا أسفلها.

ذهبت إلى طبيب، وتم تشخيص الحالة على أنها قولون، وأعطاني أدوية، إلا أن الأعراض تكررت بعد فترة، فذهبت إلى طبيب آخر، وشخص الحالة أيضا على أنها قولون، وأعطاني أدوية أخرى، وطلب مني إجراء تحاليل: للبول، والبراز، والدم، وكانت النتيجة كما يلي:

- أملاح بسيطة في البول، وأعطاني فوارا.
- تحليل البراز: أشار الدكتور إلى أن عملية الهضم لا تتم بشكل كامل، فقام بوصف مهضم لتناوله أثناء الأكل.
- تحليل الدم: أظهر وجود نسبة من أنيميا الحديد، وهو أمر طبيعي بالنسبة لي منذ صغري.

أنهيت العلاج منذ عدة شهور، لكن حاليا أشعر بحالة غريبة، خصوصا بعد التبول أو التبرز، وعندما أضغط على منطقة البطن من الأسفل أسمع أصواتا عالية داخل البطن، كأنني أضغط على كيس مملوء بالماء، وأحيانا أسمع هذه الأصوات عندما آخذ نفسا عميقا من البطن، وقد يختفي الصوت عندما أشد منطقة البطن برفع جسدي لأعلى، وهذه الحالة تحدث فقط بعد عملية الإخراج، أما بالنسبة للآلام، فهي متراوحة حسب نوعية الأغذية، وقد اعتدت على ذلك، رغم أنها أحيانا تشتد في أيام البرد، أو أثناء فترة الامتحانات، أو عند الاستيقاظ من النوم.

تنويه: لا يوجد دم في البول أو البراز، والإمساك والإسهال طبيعيان حسب نوعية الأغذية المتناولة، كما توجد منذ أكثر من عام حبوب سوداء صغيرة على منطقة البطن والأعلى، وقد شخصها الطبيب على أنها حالة عادية بسبب عفونة في القولون.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلا بد وأنك قرأت عن القولون العصبي، فهو مرض شائع جدا، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون)؛ فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، وهذا ما تشكين منه أنت، ولا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض: أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى، أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، كما لاحظت أنت أنه مرتبط بالامتحانات ونوع الأغذية، ويلاحظ معظم المرضى -كما هو عندك-، أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى، فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة: كالحليب، والبهارات، والفلفل، والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على الإمساك والإسهال والآلام، وإنما على الانتفاخ؛ بسبب وجود الغازات في البطن، والتي يمكن أن تتحرك في الأمعاء مسببة أصواتا وقرقرة، وهناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

- شعور بالإرهاق والتعب العام.
- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

وتفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض، ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك، والعلاج هو علاج الأعراض والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق، أو أطعمة معينة.

وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم، مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم، مع أدوية أخرى أحيانا يعطيها الطبيب، ومنها الموتيفال والدغماتيل أو Seroxat لتهدئة الحالة النفسية، والاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة، فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

وهناك تمارين الاسترخاء، فقد وجد أنها مفيدة لمرضى القولون العصبي؛ لأن الاسترخاء هو ضد القلق والتوتر والمخاوف، فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء، بأن تجلسي في مكان هادئ مثل غرفة بضوء خافت، ويجب ألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، فكري في شيء سعيد وجميل، أغمضي عينيك ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء قليلا في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وكرري هذا التمرين خمس مرات صباحا، وخمس مرات مساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين -إن شاء الله- أنه مفيد.

بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية، أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب، مثل: الموتيفال أو اللبراكس، وما تشعرين به في أسفل البطن سببه هو الغازات الموجودة في الأمعاء.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات