أشعر أنني أسقط عند النوم وأخشى أن أكون مصابًا بالصرع!

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية: بارك الله فيكم على جهودكم الطيبة في تقديم الاستشارات، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم جميعا.

مشكلتي تحدث عند الخلود إلى النوم، وخاصة في اللحظات التي تسبق النوم الكامل؛ إذ أشعر أحيانا أنني أسقط من مكان مرتفع، ويستمر هذا الإحساس لعدة ثوان فقط، ثم أنتفض على السرير كأنني سقطت فعليا، وأستيقظ من النوم.

آخر مرة كنت في بداية مرحلة النوم، أعتقد أنني كنت أحلم أو أتخيل، وكنت واضعا رجلي بطريقة مشابهة لوضع اليدين عند الانحناء في الصلاة، حين أضع إحداهما فوق الأخرى، وهذا أقرب وصف للحالة، وفجأة شعرت بخوف، فاستقامت رجلاي بقوة تماما كما يحدث في حالة السقوط، حتى إن السرير اهتز.

بمعنى آخر: ليست مجرد أوهام، فلو كان أحد يشاهدني في تلك اللحظة لاستغرب مما يرى بلا شك.

أرجوكم طمئنوني، فأنا أخشى أن تكون هذه الحالة مشكلة في الأعصاب أو الدماغ، أو أن تكون بوادر إصابة بالصرع -والعياذ بالله-، وفي الوقت الحالي لا أستطيع الذهاب إلى طبيب أعصاب.

علما أن هذه الحالة لا تأتيني دائما، بل أحيانا، وغالبا عندما أكون منهكا وأرغب في النوم بسرعة.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة ليست من أمراض الصرع، فأرجو أن تطمئن تماما لذلك، الحالة التي وصفتها حالة نشاهدها لدى 40-50% من الأشخاص الذين يعانون من القلق النفسي، وهي نوع من الهلاوس الكاذبة التي تحدث في بدايات النوم لبعض الناس، وكما ذكرت وتفضلت هي مرتبطة كثيرا بالتعب الجسدي، والقلق النفسي، والإنهاك العام، كما أن الحالة تحدث إذا كان الإنسان مشغولا بأمر معين، وكذلك حين تناول كميات كبيرة من الشاي والقهوة، وفي نفس الوقت يريد الإنسان أن ينام.

كما أن الجو المحيط بالإنسان ضروري جدا، إذا كانت هنالك ضوضاء، أو ضوء ساطع، وشيء من هذا القبيل، هذا أيضا لا يهيئ الجو والمحيط المناسب للنوم، مما قد يثير مثل هذه الهلاوس الكاذبة، وبعض الناس تأتيهم بصورة أفظع من التي تأتيك، حيث إن الواحد منهم يحس كأن تيارا كهربائيا قد صعقه، ونشاهدها أيضا عند نهايات النوم، حين يستيقظ البعض من النوم وهو يشتكي منها.

أخي الكريم: هذه الحالة هي حالة بسيطة، بالرغم مما تسببه من إزعاج، كما بدأت وأكدت لك في بداية هذه الرسالة أنها لا علاقة لها بالصرع مطلقا، والعلاج يتمثل في أن تتفهم الحالة حسب ما ذكرناه لك هذا أولا.

ثانيا: أريدك أن تتجنب النوم أثناء النهار بقدر المستطاع.

ثالثا: يجب أن تمارس الرياضة، فهي مهمة جدا، وتزيل القلق، وتعطي الإنسان -إن شاء الله- طاقات جديدة تزيل منها هذه الظاهرة.

رابعا: يجب أن تكون مسترخيا، وفي حالة طمأنينة قبل النوم، وعليك بأذكار النوم -أيها الفاضل الكريم-.

خامسا: أرجو أن تمارس ما يعرف بتمارين الاسترخاء: (2136015)، حيث إنها تمارين جيدة جدا، ويمكنك أن تحصل عليها من الأسواق، فهنالك شريط للاسترخاء للدكتور نجيب الرفاعي، وآخر للدكتور صلاح الراشد، وهو من الأشرطة الجيدة جدا للتدريب والتعلم على الاسترخاء.

وأخيرا: أفضل أن أصف لك دواء بسيطا جدا مضادا للقلق، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجراما قبل النوم بساعتين، أي كبسولة واحدة لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة مساء لمدة شهر واحد، والدواء من الأدوية الجيدة والممتازة جدا، -وإن شاء الله- يساعدك كثيرا.

لا بد أن أحتم وأؤكد لك على أهمية الرياضة، وكذلك أذكار النوم، وكما ذكرت لك: لا مشكلة لك أبدا في ما يخص الأعصاب أو الدماغ.

بقي أن أقول لك نصيحة أخيرة وهي: قبل النوم يجب أن تهيء نفسك تماما، فكر في حدث سعيد، اقرأ مقالات بسيطة وطيبة، أو اقرأ صفحتين من القرآن الكريم، وهذا أفضل، ولا بد أيضا من أن تفصل بين النشاط الذهني ووقت النوم، بمعنى أنه لا تشغل نفسك بأمر معين، أو لا تشاهد التليفزيون، حاول أن تترك زمنا بين هذه المشاهدات وهذه النشاطات وكذلك النوم.

لا بد أن يكون الإنسان في حالة سكينة، واسترخاء ذهني وجسدي قبل الذهاب إلى النوم، وتمارين الاسترخاء يجب أن تمارس قبل النوم، مارسها بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها مرة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أسابيع، ثم يمكنك أن تمارسها عند اللزوم، وختاما نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك نوما هانئا وهادئا وسعيدا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات