السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أخبركم عن قصتي، وأرجو منكم إرشادي: لقد كنت طوال عمري إنسانة حريصة على رضا ربي ووالدي، وعلى مستقبلي ودراستي، وفي فترة من حياتي، عندما كنت في سن صغيرة نوعا ما، كانت لي صديقة مقربة، لكنها تعرفت على أصدقاء سوء، كنت ما زلت حريصة على نصحها وإرشادها، ولكن للأسف، كان تأثيرها علي أقوى من تأثيري عليها؛ مما أدى بالتدريج إلى ابتعادي عن ربي وأهلي وصديقاتي الأخريات.
وخلال معرفتي بهذه الفتاة، أصرت على أن تعرفني على شاب، بالتأكيد في البداية رفضت، ولكن حرصه الشديد على الوصول إلي أثار لدي فضولا لمعرفة ماذا يريد.
لم يلاحظ أحد ما كان يحدث، وتطورت علاقتي به شيئا فشيئا، وكل ذلك كان عبر الهاتف، حتى قابلته في أحد الأيام. لم نتحدث كثيرا، فقط رأى شكلي ورأيته، وللأسف كان كل ذلك بتفكيري الشخصي، دون أن أطلب المشورة أو الإرشاد من أي أحد؛ لأنني كنت أظن أن ما أقوم به صحيح، وأن الجميع أعدائي.
استمرت علاقتي به لما يقارب ثلاث سنوات، وكان دائما يقول إنه سيقوم بخطبتي، لكن النهاية كانت واضحة، ومع ذلك، كنت أحسن الظن به، وأقنعني بأنه لا يزال متمسكا بي، حتى بدأ يبتعد تدريجيا إلى أن اختفى تماما، بينما كنت ما أزال في انتظاره.
أصبحت حياتي بعد ذلك مدمرة كليا، حينها أدركت أنه لن يعود، وأنه قد خطب فتاة أخرى عندها انقاد عقلي إلى القيام بأشياء دمرتني نفسيا وجسديا.
ابتعدت عن كل من حولي، وتوقف تفكيري عند تلك المرحلة، لم أرد أن أتغير أو أن أنضج، بل أردت أن أتوقف عند تلك اللحظات، وأعيش فشلي المرير.
بدأت أرى الأفلام الإباحية، حتى أنني أظن أني وصلت لمرحلة الإدمان، وأدخن، وأهرب إلى الشات في الإنترنت، وأتكلم مع الشباب، حتى يشعروني بأني إنسانة جيدة، ولكن لم يجد ذلك نفعا.
حاولت الانتحار، لكن لم يحدث شيء؛ فقد أراد لي ربي أن أكمل حياتي، وأشعر أنني لا أستحق أن أكون إنسانة، ولا أن تسكنني روح، وكلما تبت، أعود وأفعل نفس الأشياء، وربما ما هو أسوأ.
أشعر بالضعف والعجز، وحتى في خضم حياتي السرية كنت أبدو جريئة، وهو ما جعل من حولي يرونني شخصية انطوائية وباردة المشاعر، لكنني، رغم كل شيء، كنت دائما أحاول أن أرضي من حولي، حتى في أسوأ حالاتي.
أصبحت أكره نفسي كرها شديدا، وهم لا يعلمون شيئا عما أفعله، أنا الآن في سن الزواج، لكنني خائفة؛ لأني أشعر أنه لا يوجد رجل يمكن أن يتزوج بإنسانة "سيئة" مثلي، كما أظن نفسي.
لقد مضت ثلاث سنوات، وكل من حولي تابع حياته وتقدم، إلا أنا، ما زلت عالقة في الماضي، أرجو منكم إرشادي ومساعدتي.
جزاكم الله خيرا.