كيف أتعامل مع أبنائي المراهقين الذين لا يطيعونني؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا جزيلا على موقعكم الرائع، الذي ألجأ إليه دائما كلما ضاقت بي السبل.

مشكلتي تتعلق بأبنائي الذين دخلوا مرحلة المراهقة، الكبير عمره 14 عاما، والأوسط 13 عاما، والبنت 12 عاما، ومشكلتي الأساسية معهم أنهم لا يطيعونني ولا يحترمونني، وأي طلب أطلبه منهم لا يستجيبون له، كما أنهم كثيرو الشجار سواء فيما بينهم، أو مع إخوتهم الأصغر منهم: بنتان (عمرهما 10 و7 سنوات)، وصبي صغير عمره 3 سنوات، حياتنا اليومية مليئة بالصراخ والمشاكل المستمرة، وقد تعبت نفسيا جدا من هذا الوضع.

الابن الأكبر يحاول الالتزام بالصلاة، وقد حفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم، لكنه مؤخرا أصبح يلح في الذهاب إلى السينما، وقد أرسل استفسارا إلى موقعكم يسأل فيه عن حكمها، لأنه يعلم أنني أرفض ذهابه، لعلمي أنها لا تخلو من أمور محرمة، حتى وإن كانت الأفلام التي يريد مشاهدتها من نوع أفلام الكرتون، خوفي أن تكون هذه البداية، ثم ينزلق إلى محتويات غير مناسبة لاحقا.

وقد حولتم استفساره إلى فتوى أخرى بالموقع، لكنه لم يفهم منها إلا أن "السينما حلال"، فازداد إصراره.

أما بقية الأبناء، فمهما حاولت معهم، لا يصلون، وبخاصة الابن الثاني؛ إذ قد يكذب ويقول لي "صليت"، وهو لم يفعل.

استشرت أحد الشيوخ، وأرشدني لعرضه على طبيب نفسي، وقد قمت بذلك، لكن نتيجة الجلسة كانت أن الطفل حمل أخته مسؤولية جميع مشاكله، وقدم له الطبيب بعض النصائح المتعلقة بالصلاة وتنظيم دراسته، لكنه لم يلتزم بأي منها، بل ورفض الذهاب إليه مرة أخرى.

البنت أيضا لا تصلي، وسلوكياتها أقرب لسلوك الصبيان؛ كثيرة الشجار، لا سيما مع إخوتها الذكور.

أعتذر على الإطالة، لكنني حقا متعبة جدا نفسيا، ولم أعد أعرف كيف أتعامل معهم. بصراحة، أعاني من العصبية الزائدة، ولا أستطيع التحكم في أعصابي، ووالدهم منشغل دائما ولا يشاركني في حل هذه المشكلات.

أرجو ألا تحولوني إلى استشارات أخرى، وشكرا جزيلا لكم مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك مع الموقع، ونحيي فيك هذا الحرص على تربية أبنائك وتوجيههم، وننصحك بألا تظهري التذمر والانزعاج المفرط، لأن ذلك قد يؤدي إلى تعقيد المشكلات وتعميقها.

حاولي الاقتراب من أبنائك أكثر، وامنحيهم المزيد من العطف والاهتمام، وندعوك إلى إدراك أن هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى الحوار الهادئ، مع أهمية العدل في التعامل بين الأبناء؛ حتى يشعر كل واحد منهم بالإنصاف ويكون بره لك على قدر من التساوي.

أما بالنسبة للمشاجرات التي تحدث بينهم، فالتعامل الصحيح معها يبدأ أولا بالفصل بين المتشاجرين، ثم تكليف كل طرف بمهمة معينة تشغله، ثم الحديث مع كل منهم على انفراد لفهم دوافع الخلاف.

لا بأس كذلك بمطالبة من أخطأ بالاعتذار إذا رأيته مهيأ لذلك، ويستحسن العمل على تنمية روح الأخوة والمودة بينهم، وتجنب إظهار الانزعاج الشديد عند حدوث المشاجرات، لأن ذلك قد يغريهم بتكرارها لجذب الانتباه.

ونحن نرى أن لوالدهم دورا مهما لا بد من أن يكون حاضرا، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة من أعمارهم. وبما أنك مقيمة في قطر، فننصحك بالتواصل مع مركز "مريم بنت عمران" للحصول على "برنامج المربية المتميزة"، حيث يقدم البرنامج تعريفا بطبيعة المراحل العمرية وفنون التعامل مع الأبناء خلالها، كما سيكون من المفيد تشجيع الأبناء على التواصل المباشر معنا.

وصيتنا لك بتقوى الله، والصبر، وتشجيع كل خطوة إيجابية مهما كانت بسيطة، وأكثري من الدعاء، فالقلوب بين أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، لا تعلني عجزك، بل استعيني بالله، وسيفتح الله لك من الخير ما يسرك.

نسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين.

مواد ذات صلة

الاستشارات