زوجتي تعاني من القلق والمزاجية، فكيف أتعامل معها؟

0 9

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي تكبرني بأربع سنوات، ومنذ ثلاث سنوات بدأت ألاحظ عليها خوفا شديدا من الأمراض، ويصيبها هلع من فكرة دخول المستشفى، وتفكر في ذلك كثيرا، وقد بدأت تشتكي من أعراض مرضية، فأخذت أراجع بها العيادات، لكن لم يشخص لها أي مرض عضوي.

عرضتها على طبيب نفسي، فقام بإعطائها حقنة مهدئة تساعدها على النوم، وكتب لها دواء أنافرانيل 10 ملغ، واستلازين 1 ملغ، وبدأت العلاج واستمرت عليه لمدة سنة، لكنها كانت مزاجية في تناوله، فإذا كانت راضية عني تناولته، وإذا حدث بيننا سوء تفاهم امتنعت عنه.

أما الآن، فحالتها النفسية سيئة وكذلك مزاجها، وهي متوترة دائما، والمشاكل بيننا كثرت، وعندما أناقشها تنكر أن تكون قد أخطأت أو ضايقتني، بل تتهمني بأنني أتعمد إزعاجها، كما أن اهتمامها بأمها وإخوانها وأخواتها يفوق اهتمامها بي وبأبنائنا، وعندما أناقشها في أوقات هدوئها، تقول لي: أنا أحب بيتي وأولادي، لكنها سرعان ما تتوتر من أبسط الأمور، ويختل توازنها، وأنا الآن أعيش حالة نفسية سيئة بسبب ما يحدث، وأبحث عن حل أو علاج، أرشدوني، فأنا في حيرة!

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر زوجتك، فهذه الرسالة دليل قاطع على حرصك عليها، ورغبتك الصادقة في إصلاح حالها، فجزاك الله خيرا.

أول ما نوصيك به هو الصبر، فهو أمر مطلوب في مثل هذه الأحوال، فمن الواضح أن هذه الزوجة الكريمة تعاني من عدم استقرار نفسي، وتعيش طاقات نفسية سلبية، ولديها مخاوف مرضية ناتجة عن القلق النفسي، وربما تعاني كذلك من درجة من الاكتئاب، خاصة وأنها في مرحلة عمرية حرجة (49 عاما)، وهي مرحلة تتسم لدى النساء بتغيرات هرمونية تؤثر في المزاج، وتسبب شعورا بالكدر والتقلب وعدم الارتياح، لذا نرجو منك أن تلتمس لها العذر، وتضع لها صورة إيجابية في ذهنك، فهذا مهم جدا، ومع ذلك، لا يعني هذا أن تترك الأمور على حالها، فلك حقوق، وللصبر حدود، نرجو منك بلطف أن تعرض عليها فكرة العلاج مرة أخرى؛ فالأدوية التي وصفها لها الطبيب سابقا لا بأس بها، لكنها قد لا تكون كافية لتحسين حالتها بالكامل.

ومن بين الخيارات العلاجية المناسبة لحالتها نرشح لك دواء "سبرالكس" (Cipralex)، المعروف علميا باسم "استالوبرام" (Escitalopram)، وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، ونحن على يقين – بإذن الله– من أنه سيكون له أثر إيجابي كبير في تحسن حالتها النفسية، والجرعة المقترحة لعلاج حالتها كالتالي:
• تبدأ بـ 10 ملغ يوميا بعد العشاء، لمدة شهرين.
• ثم ترفع الجرعة إلى 20 ملغ يوميا (مرة واحدة ليلا) لمدة 3 أشهر.
• ثم تخفض إلى 10 ملغ يوميا لمدة سنة كاملة (وهي مدة علاجية مناسبة لمثل حالتها).
• بعد ذلك، تخفض الجرعة إلى 5 ملغ يوميا لمدة شهر، ثم يمكنها التوقف عن الدواء.

من الواضح أنها ترفض أحيانا تناول الدواء عندما تكون في حالة مزاجية سيئة، كنوع من العقاب لك، نصيحتنا: اصبر على ذلك أيضا، وحاول التحدث إليها بلطف في اللحظات الهادئة، ويمكنك أن تقول لها -وأنت تظهر الفرح والتفاؤل- مثلا: الحمد لله يا أم فلان، أحد الإخوة نصحني وقال إن حالتك بسيطة، وأن هناك دواء اسمه كذا وكذا سيكون مفيدا جدا لك، فما رأيك أن أحضره لك بنفسي؟ أو إن شئت نذهب معا للطبيب؟" بهذه الطريقة اللطيفة قد تقبل بالعلاج، خاصة إذا شعرت لاحقا بالتحسن، فإنها حينها ستدرك قيمة العلاج وتتمسك به، والمرض غالبا ما يضعف الإنسان ويجعله سلبيا في تفكيره، لكن بمجرد الشعور بالتحسن، تبدأ الدوافع الإيجابية بالظهور، مما يشجعه على الاستمرار.

نشكرك مجددا على اهتمامك بأمر زوجتك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما، ويصلح ذات بينكما، ويجمعكما دائما على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات